لا تتردد في الدخول للتعرف على نبيك و شفيعك يوم القيامة محمد عليه الصلاة و السلام
صفحة 2 من اصل 2
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
لا تتردد في الدخول للتعرف على نبيك و شفيعك يوم القيامة محمد عليه الصلاة و السلام
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
فهــــرس المواضيـــــــــــع الصفحــة الأولى 1 -مولد النبّي -رضاعته-طفولته-شبابه و..ا 2 -الرسول المُبارك بوصفٍ شامل 3 -غار حـــــــراء و أوّل أسبوع للبعثة 4 -أوّل ثـلاث سنــوات للبعثــة 5 -ثــاني ثـلاث سنـوات من البعثـة 6 -المفـــــــاوضات 7 -ايذاء الصحابة 8 -مسرة الحبشة و موقف النجشي 9 -شعـــــــب بني طالــــــــب الصفحــــة الثانية 10- مذمــــة الطـائف 11- الاسراء و المعراج 12-التخطيـــــط للهجــــرة 13- بيعــــــة العقبــــــة 14- الهـــــجرة 15 -دخـــول المدينــــة 16 -غزوة بـــدر 17 -تشديـد الخناق علـى النبّي فـي غزوة أحــد 18 -السنــــة الرابعـــة للهجــرة 19-غـــزوة الخنـــدق الصفحـــة الثالثــة 20- حديــــث الإفـــك 21 -صــــلح الحديبيــــــة 22 -غـــــزوة مــــؤتـــة 23 -فتـــــــح مكة 24 -غــزوة حـــنين 25 -غــــزوة تبــــوك 26 -وفاة النبي 27- شفاعة النبي |
المشتاقة للرحمن- عضو
-
عدد الرسائل : 30
العمر : 44
نقاط : 32
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/10/2012
رد: لا تتردد في الدخول للتعرف على نبيك و شفيعك يوم القيامة محمد عليه الصلاة و السلام
غــزوة حـــنين
لقد عرفت السنة الثامنة للهِجرة أكبر انتصارٍ للنبّي بفتحه لمكّة ، فقد ساد الهُدوء رُبوعُها و عمََّ الاطمئنان أرجاءها إلاّ أنّ هذا الآمان و الوِئام لم يدُما طويلاً في سمائها لأنّه ظهر من يُعكِّر هُدوءها و يُسَوِّدُ صُفوُّها و يُقلّب أفراحها .
فقد تواطأت قبيلة هَوازِن مع قبيلة ثقيف و اتفقتا على مُهاجمة النبّي بمكة كونهما القوّتان المُوازيتان لقريش ، فسمع النبّي بتضامُنهما الماكر فتجهّز لهما بجيش قُدّر باثني عشر ألف مُقاتل كما قام باستعارة ثلاث مائة دِرعٍ من صفوان بن أميّة .
فخرج النبّي بجيشه في اثْرِ هَوازِن و ثَقيف ، و في ظلال ذلك عَسْكَرتَا بمنطقة حُنين و اختارتها على غيرها كَونها منطقة مُنحدرة بها وادي و شِعاب سهَّلت عليهم نصب الكَمائِن ، إلاّ أنّ النبّي تفطّن لخُطّتِهما و أرسل من يتطّلع بالشِعاب.
أمّا المسلمين فقد استصغروا هذه المعركة اغترارًا بعَدَدِهم و مَدَدِهم ، فنزلت أوّل فِرقةٍ إلى الشِعابِ بقيادة خالد بن الوليد، فأمرهم الرسول أن يَنزلوا فِرقة فِرقة و ليس دُفعة واحدة تحسُبًّا للكمائن إلاّ أنّهم استهونوا الأمر و نزلوا دُفعة واحدة ، و أوّل ما نزلت الدُفعة الثالثة من الجيش خرج جَيشَا هَوازِن و ثقيف من بين الشِّعاب و انقضوا على المسلمين على حين غُرّة يُقتِّلونهم فارتبك جيش المسلمين و اختلّ نِظامُه ، فعَرّتِ الشِراكُ الأظهر و أدخلتهم المَصيدَة فتفنّنت و بَرعَت في تخويفهم ، فأخذ الجيش يجري يمينًا و شِمالاً مُحاولا الفِرار ، فرآهم النبّي فأعلن عن مَكانه ليرفع من مَعنوياتهم و يُعيدهم إلى المعركة .
فقال لهم يا معشر المسلمين أنا النبّي لا كَذِبْ أنا ابن عبد المطلب ، فلم يسمعه أحد من هَوْلِ المعركة ، فرفع النبّي يديه إلى السَماء و قال اللهم أنجزني وعدك ..اللهم انصرنا و لا تُخزنا ، فرأى العبّاس النبّي فذهب إليه و مسك خُطامَ ناقته و نادى على المسلمين و قال يا معشر المسلمين هلُموا إلى رسول الله ، فلم يرجع أحدٌ منهم ، فقال له النبّي ليس هكذا يا العَبّاس و انّما ذَكِّرهم بالأيّام العظيمة ليعُودوا ، فقال العبّاس ماذا أقول يا رسول الله ؟ فقال له النبّي قل يا أصحاب بيعة العقبة يا أصحاب الشجرة يا مُهاجرين يا أنصار يا من حفظتم سورة البقرة ، فأخذ العبّاس يُردد ما يقوله النبّي فأخذت النّاس تَصيحُ و ترجع و تقول لبيك يا رسول الله، فأخذ المُهاجرون و الأنصار يعودون عَودة الإِعصار فتجمّع حول النبّي ما يُقارب مائة صحابي ثم ازداد العدد.
ثمّ أتى شَيْبْ بن عثمان بن طلحة و في يده سَيفٌ يريد أن يقتل به الرسول ، فقال له النبّي يا شيب إني أريد بك الخير و أنت تُريد بنفسك الشرّ ! فاغتاظ شَيْب ، فقال له النبّي استغفر الله يا شيب ، و يقول شيب في ذلك و الله كُلّما نظرتُ إليه و تمعّنتُ في ملامحه تغيّر قلبي نحوه و أحبّبته ، ثم قال لي أتشهد أن لا إله إلاّ الله و أني رسول اللهفقلت أشهد ، فقال أتُدافع عني يا شيب ؟ ! فقلت نعم ، فانقلب شيب على جيشه و انظم إلى جيش المسلمين .
ثم نزلت الملائكة لتُثبّت المسلمين و تَنصُرَهُم فهُزمت هَوازِن و ثقيف و عَمَّرَ المسلمون غنائم لم ينالوا مثلها من قَبل ، فقسّمها النبّي بين قريش و بقيّة القبائل ، فاستغرب الأنصار تَصرُف النبّي و ظنوا أنّه قد فَضّل أهله عليهم ، فذهب سعد بن عُبادةإلى النبّي و قال له يا رسول الله إنّ الأنصارَ يقولون عنك أنّك قد وَجدت أهلك ! فقال له النبّي و ما تقوله أنت يا سعد ؟ فقال للنبّي أقول ما يقولون ، فقال النبّي يا سعد اجمع لي الأنصار و لا تترك أحدًا يدخل علينا إلاّ أبا بكر الصديق ، فجمع سعد الأنصار فأتاهم النبّي و قال لهم يا معشر الأنصار قدبلغني عنكم أنكم قُلتُم أني قد وجدت أهلي ؟ ! فقالوا له نعم يا رسول الله حقًا قد قُلنا ذلك ، فقال لهم يا معشر الأنصار ألم أَأْتِكُم ظُلاّلاً فهداكم الله ؟ ! ألم أأتِكُم أعداءً فألّف الله بين قُلوبكم ؟ ! ألم أأتِكُم فُقراءَ فأغناكم الله من فضله ؟ ! فقالوا له المَنُّ لله و رسوله ، فقال لهم إن شِئتم رددتم عليَّ ، فقالوا له و بما نرد ؟ ! فقال لهم قولوا لي و أنت أيضًا جِئتنا فقيرَا فأغناك الله و جِئتنا مَطرودا فآويناك و جِئتنا مُكذّبَا فصَدّقناك و جِئتنا مُحارَبَا فواسَيناك ، فطأطأ الأنصار رُؤوسهم و قالواله المَنُّ لله و رسوله ، فقال لهم يا معشر الأنصار أاتَبعتُم قُلوبكم في لُعَاعة من الدنيا قد ألّفتُ بها قُلوبَ قَومٍ قد أسلموا حَديثًا و تركتكم أنتم لإيمانكم ؟ ! فأفلا تَرضون يا معشر الأنصار أن يرجع الناس إلى بلادهم بالشاه و البعير و الإبل و ترجعون أنتم إلى بِلادكم برسول الله ؟ ! و الله لو سلكت النّاس طريقًا و سلكت الأنصار طريقًا لسلكت طريق الأنصار و تركت طريق النّاس ، ثمّ قال اللّهم ارحم الأنصار و أبناء الأنصار و أبناء أبناء الأنصار ، فبكوا جميعًا حتى ابتلت لِحياهُم ، ثمّ قالوا للنبّي قد رَضينا بالرسول قسيمَا و نصيبًا ، ففرِح النبّي .
و بعدها سأل النبّي عن خالد بن الوليد فقالوا له إنّه مُثْخَنٌ في جِراحه ، فترك النبّي النّاس و راح إلى خالد فوجده جريحًا فنفخ في يده و مسح بها على بطن خالد و قال له قُمْ يا سيفًا من سُيوف الله ، فبرأت جِراحُ خالد و قام و رَكب فرسه كأنّه لم يُصب ، ثمّ قال للنبّي لَكَلِماتك يا رسول الله و مَسحُك على بطني أفضل عندي من ألف سيف .
و هكذا انتصر المسلمون في غزوة حُنين بمعونة الله و ملائكته فهُزمت على إثرها هَوازِن و ثقيف أشرّ َهزيمة و أصبحتا عِبرة لمن يعتبر .
فرجع النبّي إلى المدينة و وقتها طَلَّتْ عليه وُفُودُ القبائل ليُسلموا بين يديه فاجتاح الإسلام الجزيرة العربية و اخترق كلّ الحُدود ، فنزلت [size=24]سورة النصر و قوله ﴿ إذَا جَاءَ نَصْرُ اللّه والَفتْحُ (1) وَ رَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ في دِينِ الله أَفواجًا(2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ و استَغْفِرْه إنّهُ كانَ تَوَابًا(3) ﴾،فبكى أبو بكر و أحسّ أنّ السورة ما هي إلاّ نعيُّ الرسول ، أمّا الصحابة فقد فَرِحُوا و سَعِدوا لما وصل إليه الإسلام من عِزٍ و رِكزٍ [/size]
لقد عرفت السنة الثامنة للهِجرة أكبر انتصارٍ للنبّي بفتحه لمكّة ، فقد ساد الهُدوء رُبوعُها و عمََّ الاطمئنان أرجاءها إلاّ أنّ هذا الآمان و الوِئام لم يدُما طويلاً في سمائها لأنّه ظهر من يُعكِّر هُدوءها و يُسَوِّدُ صُفوُّها و يُقلّب أفراحها .
فقد تواطأت قبيلة هَوازِن مع قبيلة ثقيف و اتفقتا على مُهاجمة النبّي بمكة كونهما القوّتان المُوازيتان لقريش ، فسمع النبّي بتضامُنهما الماكر فتجهّز لهما بجيش قُدّر باثني عشر ألف مُقاتل كما قام باستعارة ثلاث مائة دِرعٍ من صفوان بن أميّة .
فخرج النبّي بجيشه في اثْرِ هَوازِن و ثَقيف ، و في ظلال ذلك عَسْكَرتَا بمنطقة حُنين و اختارتها على غيرها كَونها منطقة مُنحدرة بها وادي و شِعاب سهَّلت عليهم نصب الكَمائِن ، إلاّ أنّ النبّي تفطّن لخُطّتِهما و أرسل من يتطّلع بالشِعاب.
أمّا المسلمين فقد استصغروا هذه المعركة اغترارًا بعَدَدِهم و مَدَدِهم ، فنزلت أوّل فِرقةٍ إلى الشِعابِ بقيادة خالد بن الوليد، فأمرهم الرسول أن يَنزلوا فِرقة فِرقة و ليس دُفعة واحدة تحسُبًّا للكمائن إلاّ أنّهم استهونوا الأمر و نزلوا دُفعة واحدة ، و أوّل ما نزلت الدُفعة الثالثة من الجيش خرج جَيشَا هَوازِن و ثقيف من بين الشِّعاب و انقضوا على المسلمين على حين غُرّة يُقتِّلونهم فارتبك جيش المسلمين و اختلّ نِظامُه ، فعَرّتِ الشِراكُ الأظهر و أدخلتهم المَصيدَة فتفنّنت و بَرعَت في تخويفهم ، فأخذ الجيش يجري يمينًا و شِمالاً مُحاولا الفِرار ، فرآهم النبّي فأعلن عن مَكانه ليرفع من مَعنوياتهم و يُعيدهم إلى المعركة .
فقال لهم يا معشر المسلمين أنا النبّي لا كَذِبْ أنا ابن عبد المطلب ، فلم يسمعه أحد من هَوْلِ المعركة ، فرفع النبّي يديه إلى السَماء و قال اللهم أنجزني وعدك ..اللهم انصرنا و لا تُخزنا ، فرأى العبّاس النبّي فذهب إليه و مسك خُطامَ ناقته و نادى على المسلمين و قال يا معشر المسلمين هلُموا إلى رسول الله ، فلم يرجع أحدٌ منهم ، فقال له النبّي ليس هكذا يا العَبّاس و انّما ذَكِّرهم بالأيّام العظيمة ليعُودوا ، فقال العبّاس ماذا أقول يا رسول الله ؟ فقال له النبّي قل يا أصحاب بيعة العقبة يا أصحاب الشجرة يا مُهاجرين يا أنصار يا من حفظتم سورة البقرة ، فأخذ العبّاس يُردد ما يقوله النبّي فأخذت النّاس تَصيحُ و ترجع و تقول لبيك يا رسول الله، فأخذ المُهاجرون و الأنصار يعودون عَودة الإِعصار فتجمّع حول النبّي ما يُقارب مائة صحابي ثم ازداد العدد.
ثمّ أتى شَيْبْ بن عثمان بن طلحة و في يده سَيفٌ يريد أن يقتل به الرسول ، فقال له النبّي يا شيب إني أريد بك الخير و أنت تُريد بنفسك الشرّ ! فاغتاظ شَيْب ، فقال له النبّي استغفر الله يا شيب ، و يقول شيب في ذلك و الله كُلّما نظرتُ إليه و تمعّنتُ في ملامحه تغيّر قلبي نحوه و أحبّبته ، ثم قال لي أتشهد أن لا إله إلاّ الله و أني رسول اللهفقلت أشهد ، فقال أتُدافع عني يا شيب ؟ ! فقلت نعم ، فانقلب شيب على جيشه و انظم إلى جيش المسلمين .
ثم نزلت الملائكة لتُثبّت المسلمين و تَنصُرَهُم فهُزمت هَوازِن و ثقيف و عَمَّرَ المسلمون غنائم لم ينالوا مثلها من قَبل ، فقسّمها النبّي بين قريش و بقيّة القبائل ، فاستغرب الأنصار تَصرُف النبّي و ظنوا أنّه قد فَضّل أهله عليهم ، فذهب سعد بن عُبادةإلى النبّي و قال له يا رسول الله إنّ الأنصارَ يقولون عنك أنّك قد وَجدت أهلك ! فقال له النبّي و ما تقوله أنت يا سعد ؟ فقال للنبّي أقول ما يقولون ، فقال النبّي يا سعد اجمع لي الأنصار و لا تترك أحدًا يدخل علينا إلاّ أبا بكر الصديق ، فجمع سعد الأنصار فأتاهم النبّي و قال لهم يا معشر الأنصار قدبلغني عنكم أنكم قُلتُم أني قد وجدت أهلي ؟ ! فقالوا له نعم يا رسول الله حقًا قد قُلنا ذلك ، فقال لهم يا معشر الأنصار ألم أَأْتِكُم ظُلاّلاً فهداكم الله ؟ ! ألم أأتِكُم أعداءً فألّف الله بين قُلوبكم ؟ ! ألم أأتِكُم فُقراءَ فأغناكم الله من فضله ؟ ! فقالوا له المَنُّ لله و رسوله ، فقال لهم إن شِئتم رددتم عليَّ ، فقالوا له و بما نرد ؟ ! فقال لهم قولوا لي و أنت أيضًا جِئتنا فقيرَا فأغناك الله و جِئتنا مَطرودا فآويناك و جِئتنا مُكذّبَا فصَدّقناك و جِئتنا مُحارَبَا فواسَيناك ، فطأطأ الأنصار رُؤوسهم و قالواله المَنُّ لله و رسوله ، فقال لهم يا معشر الأنصار أاتَبعتُم قُلوبكم في لُعَاعة من الدنيا قد ألّفتُ بها قُلوبَ قَومٍ قد أسلموا حَديثًا و تركتكم أنتم لإيمانكم ؟ ! فأفلا تَرضون يا معشر الأنصار أن يرجع الناس إلى بلادهم بالشاه و البعير و الإبل و ترجعون أنتم إلى بِلادكم برسول الله ؟ ! و الله لو سلكت النّاس طريقًا و سلكت الأنصار طريقًا لسلكت طريق الأنصار و تركت طريق النّاس ، ثمّ قال اللّهم ارحم الأنصار و أبناء الأنصار و أبناء أبناء الأنصار ، فبكوا جميعًا حتى ابتلت لِحياهُم ، ثمّ قالوا للنبّي قد رَضينا بالرسول قسيمَا و نصيبًا ، ففرِح النبّي .
و بعدها سأل النبّي عن خالد بن الوليد فقالوا له إنّه مُثْخَنٌ في جِراحه ، فترك النبّي النّاس و راح إلى خالد فوجده جريحًا فنفخ في يده و مسح بها على بطن خالد و قال له قُمْ يا سيفًا من سُيوف الله ، فبرأت جِراحُ خالد و قام و رَكب فرسه كأنّه لم يُصب ، ثمّ قال للنبّي لَكَلِماتك يا رسول الله و مَسحُك على بطني أفضل عندي من ألف سيف .
و هكذا انتصر المسلمون في غزوة حُنين بمعونة الله و ملائكته فهُزمت على إثرها هَوازِن و ثقيف أشرّ َهزيمة و أصبحتا عِبرة لمن يعتبر .
فرجع النبّي إلى المدينة و وقتها طَلَّتْ عليه وُفُودُ القبائل ليُسلموا بين يديه فاجتاح الإسلام الجزيرة العربية و اخترق كلّ الحُدود ، فنزلت [size=24]سورة النصر و قوله ﴿ إذَا جَاءَ نَصْرُ اللّه والَفتْحُ (1) وَ رَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ في دِينِ الله أَفواجًا(2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ و استَغْفِرْه إنّهُ كانَ تَوَابًا(3) ﴾،فبكى أبو بكر و أحسّ أنّ السورة ما هي إلاّ نعيُّ الرسول ، أمّا الصحابة فقد فَرِحُوا و سَعِدوا لما وصل إليه الإسلام من عِزٍ و رِكزٍ [/size]
المشتاقة للرحمن- عضو
-
عدد الرسائل : 30
العمر : 44
نقاط : 32
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/10/2012
رد: لا تتردد في الدخول للتعرف على نبيك و شفيعك يوم القيامة محمد عليه الصلاة و السلام
غــــزوة تبــــوك
في السنة التاسعة للهجرة و عندما رَسَت الأوضاع بالجزيرة العربية تهيّجَت الأعاصير و اعتلت أمواجُ الجُورِ عند الغسَاسِنة و الرُومان فتجرّأوا على النبّي و تَحضَّروا لمحاربته، فسمع النبّي بتَجبُرهم فأعلم القبائل المُسلمة و تجهّز للحرب بجيش قُدّر بثلاثين ألف مُقاتل ، غير أنّ النبّي لم يبقى بالمدينة مُنتظِرًا لهم و إنّما هو الذي خرج للقائهم حتى لا يُفسدوا عليه جنيَّ ثِمارِ المدينة .
فجهّز النبّي الجيش و المؤونة و خَطب في النّاس و قال أيّها النّاس أنفِقوا لتجهيز جيش العُسرة ، فقام عثمان بن عفان و قال عليَّ مائة بعير بأحلاسِها و أقطابها ، فابتسم له النبّي ثمّ نزل من مَنبره و قال من ينفق في سبيل الله؟ فقام عثمان مرةّثانيةو قال عليَّ مائة بعير بأحلاسِها و أقطابها ، فابتسم له النبّي ثم قال مَنْ للجيش ؟ فقام عثمان مرةّ ثالثة و قال عليّ ثلاث مائة بعير بأحلاسِها و أقطابها ، فقال النبّي ما ضَرَّ عثمان ما فعل بعد ذلك .
ثم أتى عبد الرحمن بن عوف ووضع في حِجر النبّي مائتان أوقية من الفِضّة ، ثم أتى عمر بن الخطاب ووضع في حِجْر النبّي ثلاثة ألاف دِرهم ، فقال له النبّي ما تركت لأهلك؟ فقال له عمر تركت لهم نِصف ذلك و ظنّ عمر أنّه سيسبق أبا بكر في عطّيّتِه هذه المرّة .
فأتى أبو بكر ووضع أربعة ألاف دِرهم في حِجر النبّي ، فقال له النبّي ما تركت لأهلك ؟ فقال أبو بكر تركتُ لهم الله و رسوله .
ثمّ توافد الناس على النبّي يِعَطيَاهُم كل منهم بقدر من المال أو الشعير أو التمر ، فاستهزأ المُنافقون منهم إلاّ أنّ النبّي لم يُعرهُم أيّ اهتمام .
فاستعدّ النبّي للخُروج و كَلَّفَ علّي بن أبي طالب حِماية المدينة و أهلها فانتهز المُنافقون الفُرصة و سَخِروا من علّي و قالوا له ما خَلَّفَكَ رسول الله وراءه إلاّ لأنّه قد استثْقَلَك ، فغضب علّي و أخذ سيفه و ذهب إلى النبّي و قال له خُذني معك يا رسول الله لأنّهم يقولون أنّك قد أخلفتني لأنّ قد استثقلت ذهابي ، فقال له النبّي يا علّي قد كَذِبوا و الله و والله ما أخلفتك إلاّ استبقاءً على أهلك و أهل بيتك فأفلا ترضى يا علّي أن تكون لي بمنزلة هارون لموسى غير أنّه لا نبيّ بعدي فأرضي رسول الله يا علّي .
فعاد علّي إلى المدينة و خرج النبّي لمُلاقاة الغَسَاسِنة فتناوب كلّ مُقاتِليْن على بعيرٍ واحد و قد اشتدّ بهم العطش لأنّ الطريق كانت طويلة حوالي ألف كم مشيًا ، فاشتدّ بهم الحرُّ و كان الرجل منهم يعقر بعيره حتى يمتص ماءه ليروي به عطشه فسُميّت هذه الغزوة بغزوة العُسرة لِعُسرة أوضاعِها إلاّ أنّها انتهت قبل بِدايتها لأنّ الغَسَاسِنة و الرومان خافوا و جََبَنُوا و عادوا أدراجهم من حيث أتوا ، إلاّ أنّ النبّي و الجيش واصلوا سَيرهم إليهم لأنّهم لم يَعرفوا بانسحابهم و لم ينزل جبريل ليُعلِم النبّي حتى يختبر الله عِباده و درَجَة إيمانهم .
و عندما وصل النبّي إلى مكان المعركة لم يجد أحدًا بها فَفَهِمَ أنّهم تراجعوا ، فلم يشأ النبّي العودة إلى المدينة دُون أي إنجاز أو تحقيق ففكّر في عقد صُلحِ مع القبائل المُجاورة ، فأرسل خالد بن الوليد إلى أُكَيْدِر ملك دوحة الجندل ، فقال النبّي لخالد يا خالد ائتني به لأمْضِي معه صُلحًا ، فقال له خالد كيف أتتك به يا رسول الله و هو يَقطن داخل قصر تعلوه الحُصون ، فقال له النبّي اذهب يا خالد، فقال خالد و كيف أعرفه يا رسول الله ؟ !فقال النبّي ستجده يَصطاد البقر ، فقال خالد إنّنا في حربٍ يا رسول الله و ما أظنّه قد يخرج للصيد ، فقال له النبّي اخرج يا خالد و ائتني به .
فخرج خالد و هو يقول في نفسه ما لي في هذه القصّة إلاّ أن يَصدُق رسول الله ، فمكثَ خالد بجانب الحِصن ينتظر خُروج المَلِكْ أُكَيدر و هو على يقين أنّه لن يستطيع أن يخترق الحِصن و يدخل إلى الباحة حتى .
و يقول خالد في ذلك جلست أنتظر و إذ بي أرى أُكَيدر مع زوجته على الشُرفة ثم التفتُ أمامي فوجدت بقرًا يحَُكّ جلده بباب القصر فرآه أُكَيدر فترك زوجته و خرج حتى رأيت البقر يجري إليَّ ووراءه أُكَيدر فقبضت على أُكَيدر و أسرته و أخذته إلى النبّي ، فعقد النبّي مُعاهدة معه على أن لا يُحاربه ، فقبِلَ أُكَيدر و أراد أن يُهدي النبّي هديّةً فنزع عباءته الحَريرية المُرصَّعة بالذهب ، فاندهش الصحابة لجمالها ، فنظر إليهم النبّي و قال لهم أ أعجبتكم ؟ ! فقالوا له نعم يا رسول الله لم نرى مثلها قَطّ ، فقال لهم النبّي لمنَادِيل سعد بن مُعاذ في الجنة خيرٌ منها .
و هكذا مرّت غزوة تبوك كسَحابةِ صيفٍ على المسلمين جعلها الله اختبارًا و امتحانًا إيماني لانتقاء النُفوس الَتقيِّة .
و بعدها رجع النبّي أدراجه إلى المدينة المنوّرة مُنتصرًا و في طريقه التقى بشاب عمره ثلاثة و عشرون سنة اسمه عبد العُزّة ، فقد أسلم و هو ذو ستة عشرة سنة إلاّ أنّه أخفى إسلامه تخوُّفًا من عَمّه ، فقد كان عبد العُزّة يتيم الأبوين غير أنّه كان شديد الغِنى و عمّه هو الذي تولى أمره ، و في يوم من الأيّام تشجّع عبد العزّة و أخبر عمّه بإسلامه ، فغضب العمّ غضبًا شديدًا ووبّخَه ثم توعدّه بحِرمانه من الميراث إن بقي مُسِّرّا ، فقال له عبد العزّة و الله يا عمّاه لا أستبدل رسول الله بشيء من الدنيا ، فطرده عَمُّه و قطّع له ثِيابه .
فخرج عبد العزّة قاصدًا النبّي في ثِيابٍ مُمَّزقة و في الطريق وجد جَلابة مُلقاة على الأرض فلبِسها و أكمل طريقه ، وعندما وصل إلى النبّي قال له من أنت ؟ فقال أنا عبد العزّة و حكى له قصّته ، ففَرِح به النبّي و قال له من اليوم أنت لست عبد العزّة و إنّما عبد الله ذي البِداجين و اعلم يا عبد الله أنّ الله سيُعوّضُك بإزارين في الجنة و سَتَسْرَحُ فيها كيفما تشاء ، ففرِح عبد العزّة و قال للنبّي يا رسول الله أدعو الله لي أن أموت شهيدًا فقال له النبّي يا عبد الله إنّ من عِباد الله من يخرج مِن بيته في سبيل الله فتُصيبُه الحُمى فيكون شهيدًا .
و بعدها أكمل النبّي و الجيش مَسيرهم إلى المدينة و في ليلةٍ ظَلماء شديدة البُرودة سَمِعَ ابن مسعود صَوت الحَفرِ فتتبَّع الصوت فإذ به يرى أبا بكر و عمر يحملانِ سِراجًا للنبّي و هو يحفر ،
فتعجب ابن مسعود و قال لأبي بكر و عمر أتتركان النبّي يحفر و أنتما واقفين؟ !! فأوقف النبّي حَفرَه و رفع رأسه و عيناه تَذرفان بالدُموع و قال لابن مسعود لقد مات أخوكَ ذي البداجين بالحُمى ، ثم قال أبو بكر يا ابن مسعود لقد أبى النبّي إلاّ أن يحفر القبر بنفسه ، ثمّ نزل النبّي إلى القبر و اضطجع فيه ، ثم قام و قال لأبي بكر و عمر ناولِان أخُوكما ، فأخذه النبّي و ضَمّه إلى صدره و هو يبكي ، فقال ابن مسعود و الله يا رسول الله لتمنيت أن أكون في مَوضع ذي البِداجين، ثمّ وضعه النبّي في القبر و ردّ عليه التُراب و هو يبكي ، ثمّ رفع يديه ليدعو فقال اللهم إني أشهدك أني راضٍ على ذي البداجين فارض اللّهم عنه و إني أشهدك أنّه قد وفى ما عليه، و هكذا مات عبد الله ذي البِداجين و أعزّه الله بأجَّلِّ مَوتة و دفنٍ لأنّه قد أخلص لله و رسوله فجزاه الله .
و في الصَباح واصل النبّي و الجيش سيَرهُم إلى المدينة المنوّرة و قد تَعِب كثيرا فيها لأنّ عُمرُه وقتها ناهز الثانية و الستين إلاّ أنّه تشجع حتى وصل المدينة ، ووقتها تَوافد المُنافقون على الرسول و اصطفوا من حوله يتظاهرون بالنَدم على تخَلُّفِهم في الغَزوة ، فاعتذروا من النبّي فاستغفر لهم النبّي .
و من المُتخلّفين أيضًا كعب بن مالك ، أمّا كعب فهو من الصحابة و قد تخلَّفَ لأنّه كان ينتظر قَطفَ ثماره ثمّ يتبعهم إلاّ أنّه لم يستطع اللَّحاق بهم ، و يقول كعب بن مالك في ذلك بعد خُروج النبّي و الصحابة من المدينة لم يبقى يُصادفني سِوى من هو أعمى أو ضَرير أو مُنافق أو مُسْتَوصَى بالبَقاء فخجِلت من نفسي و بِتُّ أتَرقب عَودة النبّي على أحرِّ من الجَمر لأعتذر منه و عندما وصل فَكرتُ أن أكذب عليه و أختلِقَ له عُذرًا غير أني لمّا رأيته لم أستطع أن أكذب عليه ، فقد قال لي ما خَلَّفَكَ عنّي يا كعب ؟ فقلت له و الله يا رسول الله لو كُنت عند غَيرك من أهل الدنيا لخرجت بعُذر لأني قد أُعطيتُ الَجدل و لكنّك رسول الله و لو قلت لك اليوم كَذِبًا سَيسخَطُني الله و إن قلت لك الصِدق ستغضب مني و لكني أسأل الله أن يغفر لي لذا سأصدقُك القول يا رسول الله ، ثم قال و الله يا رسول الله ما كُنت أقوى و أفضل و أغنى في حياتي من ذلك اليوم و لكني تخلّفت عنك ، فقال له النبّي أمّا هذا الذي تَقول فصِدق ، ثم قال قُم يا كعب حتى يقضي الله فيك ، فقُمتُ و خَرجت فلَقُوني الناس بالطريق فقالوا لي عُد إلى رسول الله ليستغفر لك ، فهَمَمتُ بالرُجوع و سألت إن كان أحدًا غيري من الصحابة قد فعل ما فعلت ، فقالوا لي نعم هِلال بن أميّة و سُرارة بن أبي ربيع قد تخّلّفَا مثلك ، فقلت إذن و الله لن أغيّر رأيي و ليَكُن ما يكون .
فأمر النبّي الصحابة أن لا يُكلموا الثلاثة ، و مرّ خمسونَ يومًا و هُم على هذا الحال ، و يقول كعب في ذلك لقد تَنكَّرت لي الدنيّا و أهلها فضاقت بيا الأرض و كُنت أذهب إلى المسجد يوميًّا فأجدُ النبّي يُصلّي فأقول له السلام عليك يا رسول الله فيُدير بوجهه من ناحيتي غير أني لا أعلم إن كان يَردّ عليّ السلام و قد كُنت أسترق إليه النظر ، و يومًا قَصدتُ ابن عمي أبا قُتادة فتسلّقت سُور منزله و قَلت له أُناشدك يا أبا قُتادة أتعلم أني أحبّ الله و رسوله ؟ فلم يرد عليّ ثم كرّرتها عليه فلم يُجبني ثم ألححتُ عليه ، فقال لي الله و رسوله أعلم ، فنزلت من على السُور و أنا أبكي و أشهق بالبُكاء ، ثمّ ذهبت إلى السُوق فلم يُكلّمني أحد و بقيت على هذا الحال ، ثمّ جاء نبَطِِّي من أنباط الشام يسأل عني فأشاروا له عليَّ فأتاني النبطي و قال لي بَلغنا أنّ رسولكَ قد جفَاك فامضي إلينا نُواسيك ، فبكيتُ و قلتُ له أهنتُ على الإسلام و المسلمين حتى يطمعُ فيّا أعداء الإسلام ! و بقيت على هذا الحال ، و بعد مُرور أربعين يومًا جاءني رسولُ رسولِ الله و قال لي إنّ الرسول يأمرك أن تَعتزل زوجتك فقلتُ له أ أُطلّقها ؟ ! فقال لي لا و إنّما لا تقربها حتى ينظُر الله فيك ، فرددتها إلى أهلها .
و كذا بالنسبة لهِلال بن أميّة و سُرارة بن أبي الربيع ، أمّا زوجة هِلال فقد كانت عجوز فذهبت إلى النبّي و قالت له هل بإمكاني يا رسول الله أن أبقى معه لأخْدِمَه ؟ فقال لها النبّي يُمكنكِ ذلك و لكن لا يقربكِ ، فقالت له و الله يا رسول الله لا يفعل شيئًا غير البُكاء .
و بعد انقضاء خمسين يومًا نزل قوله﴿لَقَدْ تَابَ اللهُ على النَبِّي و المُهاجِرِينَ و الأنْصَارِ الذِينَ اتَبَعُوهُ فِي سَاعَةِ العُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كَادَ تزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنهمْ ثمّ تابَ عليهِمْ إنَّهُ بِهِمْ رَؤوفٌ رَحِيمٌ(117)وعلَى الثلاَثَةِ الذينَ خُلِّفُوا حتَى إذا ضَاقَتْ علَيهِمُ الأَرضُ بِمَا رَحُبَت و ضَاقَت عليهِمُ أنفُسُهُم و ظَنُّوا أن لا ملجَأ مِنَ الله إِلَّا إليه ثمّ تَابَ عليهِم ليَتُوبوا إنّ الله هو التوابُ الرَحيمُ ﴾ .
و قد نزلت هذه الآية في الثُلث الأخير من الليل فصلى النبّي بالناس بها صلاةَ الفجر ، ففرِحوا لعفوِ الله على الثلاثة و خرج الكُلّ يجري ليُبشروهم ، فقصد أحد الصحابة الجَبل و أخذ يُنادي على كعب و يقول أَبْشِر يا كعب لقد تاب الله عليك ، ففرح كعب فرحًا عظيما و سجد شكرًا لله، ثم أسرع إلى المسجد فوجد كلّ الناس به فسلمّوا عليه و قالوا له مُبارك لك يا كعب فقد تاب الله عليك .
ثم دخل كعب بن مالك على النبّي فوجد معه طلحة بن عُبيد الله فقام طلحة و حَضَن كَعب فاستنار وجه النبّي كالقمرِ من الفرحة و قال لكَعب اجلس بين يديّ ، فجلس كعب ، ثم قال له النبّي أَبشِر يا كَعب بخير يوم طلعت عليك الشمس مُنذ ولدتك أمّك ..فلقد تاب الله عليك ، فقال كعب و الله ما نجّاني غير الصِدق يا رسول الله و إنّ عَهدي مع الله أن لا أكذب فالحمد لله .
فهكذا فَرِحَ كَعب و النبّي و الصحابة بتوبة الله على عِباده فما أرحمه و ما أَعْدله و ما أكرمه ، فمن لنا غيرك يا ربّ و لمن نلجأ إن كُنت وحدكَ الملجأ و أين المَفرُّ مِنك إن لم يكن بالفِرار إليك ..ربّنا أصرف قلوبنا عن الدنيا و أهلها و علّقها بك و بحبّك و بإرضائك يا حسبنا و مليكنا و خير الوارثين .
المشتاقة للرحمن- عضو
-
عدد الرسائل : 30
العمر : 44
نقاط : 32
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/10/2012
رد: لا تتردد في الدخول للتعرف على نبيك و شفيعك يوم القيامة محمد عليه الصلاة و السلام
وفـــــــــاة النبّي
كلُّ مُسلمٍ مِنّا قد تَعرَّض لفُقدان شَخصٍ عزيز و غالٍ على قلبه قد أثُّر ذلك فيه و أحزنَهُ فكيف في مُصَابِ الصحابة و الأمّة أجمع في خير خَلقِ الله النبّي ، قد يكون الرسول قد مَاتَ و ودَّعَ الدنيا و أهلها أيْ نعم إلاّ أنّ كلَامه بَقِيَّ حيّ و سُنَنُه تحيا معنا كلَّ يومٍ ليلاً و نهارًا .
ففي السنة العاشرة للهِجرة ناهَزَ النبّي الثالثة و الستيّن من عُمره وقبل وَفاته بثلاثة أشهر و ثلاثة أيام حَجَّ حُجّتَهُ الأخيرة و هي حُجّة الوداع ، و قد حجَّ معه مائة ألف ..أيْ نعم بعد ما كان وحده ثم مع زوجته و صاحبه إلى عشرة قبل الدعوة أصبحوا في حُجّة الوداع مائة ألف و هذا الرقم تَزايد و تَضاعف إلى أضعافٍ مُضاعفة و بلغ الملاين بل الملايير فصارت هذه الأرقام عَزاؤُنا بوفاة الحبيب الغاليالنبّي .
فقد خَرَجَ النبّي و معه مائة ألف إلى مكة و ارتفعت أصواتهم بالتلبية حتى بُحًّت ، و عندما وصل النبّي عَرفة خَطَبَ في النّاس ، فقال لهم يا أيّها الناس اسمعوا عَنّي و اعْقِلوا فإني لا أدري لعلّي أراكم بعد عامي هذا ، فبدأ ربيعة بن أميّة يُوصِلُ كلام النبّي إلى النّاس .
فقال لهم النبّي أيّها الناس إنّ دِمَاؤكم و أموالكم عليكم حرامٌ في شهركم هذا و بلدِكم هذا ، كل المُسلم على المُسلم حرام دمُه و عِرضُه ، ثم قال أيّها النّاس اتَقُّوا الله في النِساء فإنّهنّ أسِيرات عِندكُنَّ أخذتموهنَّ بأمانة الله و استحللتًم فُرُوجَهًنَّ بكَلِمَةِ الله فاتقُوا الله في النِسَاء ، ثمّ قال أيّها النّاس اسمعوا عنِّي و اعقلوه إنّما المُسلمون إِخوة و أخذ يجمعُ و لا يُفرِّق و ظَلَّ يُردِّدُها حتى قالوا ليته سكَتْ
ثمّ قال يا أيّها النّاس إنِّي مُكَابِر بكُِم الأمًم فلا تُسَوِّدوا وجهي يوم القِيامة ، أيّها النّاس سآتي يوم القيامة أستنقِضُكُم من النّار فيقول الله يا محمد دَعهُم فإنّك لا تَعلم ماذا فَعلُوا بعدك ، فأقول سُحقًا بُعدًا فلا تُسَوِّدوا وجهي يوم القِيامة .
ثمّ قال أيّها النّاس إنّكم سَتُسألون عنّي يوم القيامة بين يدي ربّي فهل سَتَشهدون لي أنّي قد بلّغتْ ؟ ! فبدأتِ الناس تبكي ، ثمّ قالوا له نشهد يا رسول الله أنّك قد بلَّغتَ الرِسالة و أدّيتَ الأمَانة و جاهدت في سبيل دينك.
ثم طلب النبّي من ربيعة أن ينطلِقَ بين النّاس و يَسألهم ذاك فالكّلُّ بات يبكي و يقول نشهد نشهد يا رسول الله ، ثمّ رفَعَ النبّي يدَهُ إلى السَماء و حركّها بين النّاس و قال اللهمّ فاشهد اللهم فاشهد .
و بعدها نزلت قوله ﴿اليَومَ أكْمَلتُ لَكُمْ دِينُكُمْ وأتْمَمتُ عَلَيكُمْ نِعْمَتِي و رَضيْتُ لَكُم الإسْلاَمَ دينًا ﴾، فَفَرِحَ عمر بن الخطاببالآية لاكتمال الإسلام أمّا أبو بكرفقد بكى لأنّه أحسّ كأنّه نعيُ الرسول ، ثمّ نزل الرسول من على عَرفة إلى مِنَنْو قال للنّاس أيّها الناس أيُّ يومٍ هذا ؟ فقالوا له الله و رسوله أعلم ، فسكت طويلا حتى ظنُّوا أنّه سيّغيّره ، فقال لهم أليس هذا يوم النحر ؟ ! قالوا بلى ، ثم قال لهم أيُّ شهرٍ هذا ؟ فقالوا له الله و رسوله أعلم ، فقال أليس هذا ذو الحِجَّة ؟ ! فقالوا بلى ، فقال أيُّ بلدٍ هذا ؟ فقالوا الله و رسوله أعلم ، فقال أليس هذا البلد الحرام ؟ ! فقالوا له بلى.
ثمّ طَاف طَوافَ الوداع فدخل المُلتزم و ألصق خدّه و بطنه بالملتزم و ظَلَّ يدعو و يبكي ، فبكى عمر بن الخطاب فقال له النبّي ابكِ يا عمر فهَاهنا تُسكبُ العَبََارَات .
ثمّ خرج النبّي إلى مكة و جمع الناس ، ثمّ قال لهم أيّها النّاس أنا بشرٌ يُوشِكُ أن يأتيني رسول ربّي ليقبض روحي و إنّكم ستُسألون عنّي بين يدي ربّي فماذا ستقولون لربّي؟ فقالوا له سنقول أنّك قد بلّغتَ و وفّيتَ وأدّيتَ و جزاك الله خيرًا ما جزى رسولاً و نبّياً عن أمّته ، فقال النبّي الحمد لله.
ثم خرج مُوَدعًا مكة مُتجِهًا إلى المدينة و لمّا وصل إليها جمع أهلها و قال لهم أيّها النّاس إنّي راضٍ عن أبي بكر و عمر و عثمان و علّي و طلحة و الزبير و سعد و ابن عوف و الُمهاجرين و الأنصار فاعرفوا ذلك عنّي ، ثم قال أيّها النّاس أُذَكِركم بالله في أهل بيتي ..أذكركم بالله في أهل بيتي ..أذكركم بالله في أهل بيتي .
و بعدها قال أيّها النّاس احفظوني في أصحابي فلا يبلغني أنّ أحدًا منكم قد ظلم أصحابي يوم القيامة ، أيّها النّاس ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين و ظَلَّ يُردّدها ، ثم نظر إلى الناس و قال لهم أيّها النّاس عُرِضت عليّ الأُمَم يوم القيامة و رأيتُ النبّي يأتي و معه الرجل و رأيتُ النّبي يأتي و معه الرَجُلَينو رأيتُ النبّي يأتي و معه الرَهط ، ثمّ رُفِعَ إليّ سَوادٌ عظيم فقلتُ أمّتي أمّتي فقيِل لي هذا موسى و معه أمّته ، ثم قالوا لي أنظر إلى الأفق الآخر فنظرتُ فإذا بسوادِ أعظم بكثير فقيل لي هذه أمّتك و معهم سبعين ألف يدخلون الجنّة من غير حِساب و لا عَذاب ، فاستزدتُ ربّي فزادني مع كلّ ألف سبعين ألف .
و من ثمّ َ مَرِضَ النبّي و تقلّصت أيّامه و باتت مَعدودة ، فقد بقيت له خمسة عشر يومًا فاصلة ليلقى ربّه ، فاشتدّ به المرض و بات يُصلّي السُننَ بالجلوس ، فدخل عليه عمر بن الخطّاب فقال له مُمَازحًا له لقد شِبْتَ يا رسول الله، فقال له نعم يا عمر فقد شَيّبتني هُود في قوله﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتْ وَ مَنْ تَابَ مَعَكْ﴾ .
و بعدها ذهب النبّي إلى الصحابة و قال لهم أُريد أن أزور شُهداء أُحُدْ ، كأنّه يُوّدِعُ الأحياء و الأموات ، فخرج النبّي ووقف على شُهداء أُحُد و نظر إليهم و قال السلام عليكم يا شُهداء أُحُد أنتم السابقون و نحن اللاحقون و أنا إن شاء الله بكُم لاحِق .
ثم رجع النبّي إلى الصحابة و أخذ يبكي فقالوا له لِما بكاؤُكَ يا رسول الله ؟ فقال لهم اشتقتُ لإخواني ، فقالوا له ألسنا إخوانك ؟ ! فقال لهم أنتم أصحابي أمّا إخواني فهم قَومٌ يأتون من بعدي يُؤمنون بي و لم يروني اشتقت لهم فبكيت .
و بعدها خرج النبّي مع أبي مُويهبة لزيارة البقيع فزار مَوتاها ، ثم قال لأبي مَويهبة يا أبا مويهبة لقد خُيِّرتُ أن أمْلِك مفاتيح خزائن الدنيا و أخلُدَ فيها ثمّ أدخل الجنّة و بين أن ألقى ربّي فأدخل الجنّة ، فقال له أبو مُويهبة بأبي و أمي أنت يا رسول الله اختر أن تملك خزائن الدنيا، فقال له النبّي لقد اخترتُ لِقَاء ربّي فقد اشتقتُ للقائه .
و بعد ثلاثة عشرة يومًا من وفاته زاد مَرض النبّي و تعب كثيرًا وفي الإحدى عشرة يومًا الأخيرة صلِّى بالنّاس مُثقلاً ، و في أخر أربعة أيّام صلّى بهم جَالسًا و أبو بكر إمَامًا عليهم ، ثم قال للنّاس إنّ اللهيأبى أن يَقبضَ نبّيًا من أنبيائه إلاّ بعد أن يؤُمَ بهم رجلٌ من أمّته .
و في الثلاثة أيّام الأخيرة اشتدّ مرضُ النبّي فَقَلِقت النّاس عليه و توافدت للسؤال عنه ، فاعتلت أصواتهم و تهاطلت نِداءاتهم ، فسَمعهم النبّي فأراد الخُروج إليهم ليُطمئِنهم فما استطاع أن يقوم من موضعه ، فصبُّوا عليه سَبعُْ قِربٍ من الماء حتى قال لهم حسبكُم حسبكُم ، ثم حملوه إلى المسجد ووضعوه على المَنبر فلمّا رأته الناس سكتت ، فقال لهم النبّي أيّها النّاس لكأنّكم تخافون عليًّ ؟ ! فقالوا له نعم يا رسول الله ، فقال لهم أيّها النّاس إنّ مَوعِدكم معي ليس الدنيّا و إنما عند الحوض و والله لكأنّي أنظر إليه من مَقامي هذا ، ثمّ قال أيّها النّاس و الله ما أخشى عليكم الفقر و لكن أخشى عليكم الدنيا أن تتنافسوا عليها كما تنافس عليها من قَبلَكُم فتُهلِكَكُم كما أهلكت من قَبلكم ، ثم زاد فقال أيّها النّاس إنّ عبدا خيّره الله بين الدنيا و بين لقائه فاختار لِقاء الله ، فلم يفهم الصحابة قصْدَ النبّي من كَلامه إلاّ أبا بكر فقد أجهَشَ بالبُكاء حتى انتحب ثم وقف وقال للنبّي فديتُكَ يا رسول الله بأبي و أمّي وولدي و مالي و بكل ما أملك ، فنظر الصحابة إلى أبي بكر نَظرةَ المُعاتِب المُتعجّب كيف به يُقاطِعُ النبّيو يُوقِف خُطبتة ، فقال لهم النبّي دعوه فما مِنكم من أحد له فضلٌ عليَّ إلاّ كافئته به أمّا أبا بكر لم أستطع مُكافئته فتركتها لله .
ثم قال للناس من كُنت قد جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليقتص منه و من كُنت أخذت منه مالا فهذا مالي بين يديه و من شتمت له عِرضا فهذا عرضي فليقتص مني فإنّي أحب أن ألقى ربّي نقّيَا ، فقام رجلٌ و قال للنبّي عليك ثلاثة دراهم لي ، فطلب النبّي من العبّاسأن يُعطيها له و قال له جزاك الله خيرا .
ثم قام و قال أيّها النّاس الله الله في الصلاة و ظلّ يُرددها مِرارًا ، ثم قال أيّها النّاس الله الله في الأرحام ، و قال لهم أيضا الله الله في النِساء أُوصيكم بالنِساء خيرا و أوصيكم بالأنصار خيرا ، و بعدها قال أواكم الله نصركم الله حَفِظكم الله أيّدكم الله ثبّتكم الله أواكم الله رفعكم الله ، و قبل أن ينزل من المنبر قال أيّها النّاس أبلغوا منّي السلام كلّ من تبعني من أمتي إلى يوم القيامة .
و بعدها رجع النبّي إلى البيت و تقول عائشةعن وفاةالنبّيأنّه كان يقضي كل ليلة عندإحدى زوجاته ، وعندما اشتد عليه المرض أخذ يسأل كل مرّة هذه ليلة من؟ فكانت ليلتهالأخيرةعند السيّدةميمونةفأرادالرسولأن يرىعائشةفقال اجمعوازوجاتيفجُمعت له زوجاته ، ثم قال لهنَّ أتسمحن لي أن أُمرَّضَ عندعائشة ؟! فأُذن له ثمّ أراد أن يقوم فما استطاع ، فحملاهعلّي بن أبي طالب و الفضل بن العباس إلى بيتعائشةو كان مرضه شديد، فأخذتابنتهفاطمة الزهراءتبكي، فقال لهاالنبّي تعالي يا بُنيتي و قال لها شيئًا في أُذُنهافبكت، ثم قال لها ادني مني فأخبرها شيئًا آخر فضحكت والوحيدةالتي أخبرتها فاطمةهذا السِرّ بعد وفاة النبّيهي عائشة ، فقالت لهاعائشةلما قد بكيتِ فيالأولىو ضحكتِ فيالثانية ؟فقالت لها لأنّ أبيأخبرني أنّها ليلتهالأخيرةفبكيت وفيالثانيةأخبرنيأني أوّلأهل بيته لحاقًا به ، و كان هذا صحيح لأن السيّدةفاطمةالزهراء تُوفيتبعدسِتة أشهرمن وفاةالرسول الذي شهد يومَ وفاته حُزنًا شديدًا .
و كانالرسوليومها مُتعبًا و مريضًا جدًّا فأخذ يتصبَبُ عرقًا و هو يقول لا اله إلا الله إنّ للموت سَكرات ، فأخذتعائشةتُمسكبيدالرسولو تمسحعنه بها عرقه فسُئلت عن فعلها هذا ولِمَ لا تمسح هي بيدها ! فقالتعائشةلهم لأنّ يديالرسولأطيبمن يدي.
و قالت أيضًا أنّ الرسوليومها أراد أن يستاك ليلقى ربّه و فمّهطاهر، فأعطته السِواك فلم يستطع أن يستاك لأنّ السِواك خشنٌعلى لثته ، فأخذته منهعائشةووضعته في فمّها لتُلينه قليلاثم أعطته للرسول ليَِستاكَ ، فتقول أخر شيء دخل فم الرسول هوِ رِيقي ، و بعدها طلب الرسولمن الجميع أن يخرجوا فخرجوا إلاّعائشةبقيت معه ، و تقولعائشةأنّ النبّيمات و هو على صَدرِهافوضع رأسه بين سِحرها و نَحرها و هذا الشيءالوحيد الذيكانت تعتز به و لقد أحست بموته ، فقالت أنها سمعت الرسول يَرُد التحيةففهمت أنه يُكلمُجبريلفأتاهجبريلومَلَكُ الموتالذي سأله إن كان يُريد البقاء فيالدنيا أو الموت ، فقالالرسولبل الرفيقالأعلى بل الرفيق الأعلى.
فماتالنبّي فأحست بثِقلهعليها فَعلِمَت أنه قدمات ، فخرجت تجري إلى المسجدمن باببيتها الذي لم يكُن يخرج منه أحد إلا الرسول، فدُهش الناسلرؤيةعائشةو هي تبكي و تقول ماتالرسول فانفجر المسجدبالبُكاء ، فدخلأبو بكرو تأكد من موته.
فتعالت الأصوات في المسجد النبّوي فدخل عمر بن الخطاب على النبّي و قال من الذي قد قال أنّ النبّي قد مات فأقطع له عُنُقه ؟ ! ثم دخل أبو بكر الصدّيق فوجد النبّي ميِّتًا فقال وا نبّياه وا خليلاه وا حبيباه ثم نظر إلى وجه النبّي و قال ما أجملك و أنت حيّ و ما أجملك و أنت ميّت ، طِبتَ حيًّا و طِبتَ ميّتًا ، ثم قال لعمر أسكت يا عمر ، ثم خرج إلى الناس و قال لهم من كان يَعبد محمّدَا فإنّ محمدًا قد مات و من كان يعبد الله فإنّ الله حيّ لا يموت وتلا قوله ﴿و مَا مُحمَد إلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبلهِ الرُسُلْ أفإنِ مَاتَ أو قُتِلْ انقَلَبتُمْ على أعقَابِكُمْ و مَنْ يَنقَلِبْ على عَقِبَيهِ فلنْ يَضُرَّ الله شَيئَا و سيَجزِي الله الشَاكِرينَ ﴾ .
و يقول عمر بن الخطاب في ذلك لمّا سمعت هذه الآية على لِسان أبي بكرسَكنتُ و لكأنّّي أسمعها لأوّل مرّة ووقتها تأكدت أنّ النبّي قد مات ، فخرجت لأبحث عن مَكانٍ أبكي فيه وحدي ، فناداني أبو بكرو قال لي يا عمر رسالة النبّي ، فبايعت الناس أبا بكر ليكون خليفةَ المسلمين .
ثم دخل الصحابة على النبّي ليُغسِّلوه ، و يقول علّي بن أبي طالب في ذلك أمرني رسول الله أن يُغَسَّلَ في ثِيابه ، فدخل أهل بيته لتغسيله علّي و العبّاس و الفضل بن العبّاس و أسامة بن زيد ثم جاء أوس من الأنصار فقال لعلّي يا علّي أين نصيبي في رسول الله ؟ دعوني أغسله معكم ، فأخذ العبّاس و الفضل يُقَلّبان النبّي و أسامة يسكب الماء و علّي يغسله .
كلُّ مُسلمٍ مِنّا قد تَعرَّض لفُقدان شَخصٍ عزيز و غالٍ على قلبه قد أثُّر ذلك فيه و أحزنَهُ فكيف في مُصَابِ الصحابة و الأمّة أجمع في خير خَلقِ الله النبّي ، قد يكون الرسول قد مَاتَ و ودَّعَ الدنيا و أهلها أيْ نعم إلاّ أنّ كلَامه بَقِيَّ حيّ و سُنَنُه تحيا معنا كلَّ يومٍ ليلاً و نهارًا .
ففي السنة العاشرة للهِجرة ناهَزَ النبّي الثالثة و الستيّن من عُمره وقبل وَفاته بثلاثة أشهر و ثلاثة أيام حَجَّ حُجّتَهُ الأخيرة و هي حُجّة الوداع ، و قد حجَّ معه مائة ألف ..أيْ نعم بعد ما كان وحده ثم مع زوجته و صاحبه إلى عشرة قبل الدعوة أصبحوا في حُجّة الوداع مائة ألف و هذا الرقم تَزايد و تَضاعف إلى أضعافٍ مُضاعفة و بلغ الملاين بل الملايير فصارت هذه الأرقام عَزاؤُنا بوفاة الحبيب الغاليالنبّي .
فقد خَرَجَ النبّي و معه مائة ألف إلى مكة و ارتفعت أصواتهم بالتلبية حتى بُحًّت ، و عندما وصل النبّي عَرفة خَطَبَ في النّاس ، فقال لهم يا أيّها الناس اسمعوا عَنّي و اعْقِلوا فإني لا أدري لعلّي أراكم بعد عامي هذا ، فبدأ ربيعة بن أميّة يُوصِلُ كلام النبّي إلى النّاس .
فقال لهم النبّي أيّها الناس إنّ دِمَاؤكم و أموالكم عليكم حرامٌ في شهركم هذا و بلدِكم هذا ، كل المُسلم على المُسلم حرام دمُه و عِرضُه ، ثم قال أيّها النّاس اتَقُّوا الله في النِساء فإنّهنّ أسِيرات عِندكُنَّ أخذتموهنَّ بأمانة الله و استحللتًم فُرُوجَهًنَّ بكَلِمَةِ الله فاتقُوا الله في النِسَاء ، ثمّ قال أيّها النّاس اسمعوا عنِّي و اعقلوه إنّما المُسلمون إِخوة و أخذ يجمعُ و لا يُفرِّق و ظَلَّ يُردِّدُها حتى قالوا ليته سكَتْ
ثمّ قال يا أيّها النّاس إنِّي مُكَابِر بكُِم الأمًم فلا تُسَوِّدوا وجهي يوم القِيامة ، أيّها النّاس سآتي يوم القيامة أستنقِضُكُم من النّار فيقول الله يا محمد دَعهُم فإنّك لا تَعلم ماذا فَعلُوا بعدك ، فأقول سُحقًا بُعدًا فلا تُسَوِّدوا وجهي يوم القِيامة .
ثمّ قال أيّها النّاس إنّكم سَتُسألون عنّي يوم القيامة بين يدي ربّي فهل سَتَشهدون لي أنّي قد بلّغتْ ؟ ! فبدأتِ الناس تبكي ، ثمّ قالوا له نشهد يا رسول الله أنّك قد بلَّغتَ الرِسالة و أدّيتَ الأمَانة و جاهدت في سبيل دينك.
ثم طلب النبّي من ربيعة أن ينطلِقَ بين النّاس و يَسألهم ذاك فالكّلُّ بات يبكي و يقول نشهد نشهد يا رسول الله ، ثمّ رفَعَ النبّي يدَهُ إلى السَماء و حركّها بين النّاس و قال اللهمّ فاشهد اللهم فاشهد .
و بعدها نزلت قوله ﴿اليَومَ أكْمَلتُ لَكُمْ دِينُكُمْ وأتْمَمتُ عَلَيكُمْ نِعْمَتِي و رَضيْتُ لَكُم الإسْلاَمَ دينًا ﴾، فَفَرِحَ عمر بن الخطاببالآية لاكتمال الإسلام أمّا أبو بكرفقد بكى لأنّه أحسّ كأنّه نعيُ الرسول ، ثمّ نزل الرسول من على عَرفة إلى مِنَنْو قال للنّاس أيّها الناس أيُّ يومٍ هذا ؟ فقالوا له الله و رسوله أعلم ، فسكت طويلا حتى ظنُّوا أنّه سيّغيّره ، فقال لهم أليس هذا يوم النحر ؟ ! قالوا بلى ، ثم قال لهم أيُّ شهرٍ هذا ؟ فقالوا له الله و رسوله أعلم ، فقال أليس هذا ذو الحِجَّة ؟ ! فقالوا بلى ، فقال أيُّ بلدٍ هذا ؟ فقالوا الله و رسوله أعلم ، فقال أليس هذا البلد الحرام ؟ ! فقالوا له بلى.
ثمّ طَاف طَوافَ الوداع فدخل المُلتزم و ألصق خدّه و بطنه بالملتزم و ظَلَّ يدعو و يبكي ، فبكى عمر بن الخطاب فقال له النبّي ابكِ يا عمر فهَاهنا تُسكبُ العَبََارَات .
ثمّ خرج النبّي إلى مكة و جمع الناس ، ثمّ قال لهم أيّها النّاس أنا بشرٌ يُوشِكُ أن يأتيني رسول ربّي ليقبض روحي و إنّكم ستُسألون عنّي بين يدي ربّي فماذا ستقولون لربّي؟ فقالوا له سنقول أنّك قد بلّغتَ و وفّيتَ وأدّيتَ و جزاك الله خيرًا ما جزى رسولاً و نبّياً عن أمّته ، فقال النبّي الحمد لله.
ثم خرج مُوَدعًا مكة مُتجِهًا إلى المدينة و لمّا وصل إليها جمع أهلها و قال لهم أيّها النّاس إنّي راضٍ عن أبي بكر و عمر و عثمان و علّي و طلحة و الزبير و سعد و ابن عوف و الُمهاجرين و الأنصار فاعرفوا ذلك عنّي ، ثم قال أيّها النّاس أُذَكِركم بالله في أهل بيتي ..أذكركم بالله في أهل بيتي ..أذكركم بالله في أهل بيتي .
و بعدها قال أيّها النّاس احفظوني في أصحابي فلا يبلغني أنّ أحدًا منكم قد ظلم أصحابي يوم القيامة ، أيّها النّاس ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين و ظَلَّ يُردّدها ، ثم نظر إلى الناس و قال لهم أيّها النّاس عُرِضت عليّ الأُمَم يوم القيامة و رأيتُ النبّي يأتي و معه الرجل و رأيتُ النّبي يأتي و معه الرَجُلَينو رأيتُ النبّي يأتي و معه الرَهط ، ثمّ رُفِعَ إليّ سَوادٌ عظيم فقلتُ أمّتي أمّتي فقيِل لي هذا موسى و معه أمّته ، ثم قالوا لي أنظر إلى الأفق الآخر فنظرتُ فإذا بسوادِ أعظم بكثير فقيل لي هذه أمّتك و معهم سبعين ألف يدخلون الجنّة من غير حِساب و لا عَذاب ، فاستزدتُ ربّي فزادني مع كلّ ألف سبعين ألف .
و من ثمّ َ مَرِضَ النبّي و تقلّصت أيّامه و باتت مَعدودة ، فقد بقيت له خمسة عشر يومًا فاصلة ليلقى ربّه ، فاشتدّ به المرض و بات يُصلّي السُننَ بالجلوس ، فدخل عليه عمر بن الخطّاب فقال له مُمَازحًا له لقد شِبْتَ يا رسول الله، فقال له نعم يا عمر فقد شَيّبتني هُود في قوله﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتْ وَ مَنْ تَابَ مَعَكْ﴾ .
و بعدها ذهب النبّي إلى الصحابة و قال لهم أُريد أن أزور شُهداء أُحُدْ ، كأنّه يُوّدِعُ الأحياء و الأموات ، فخرج النبّي ووقف على شُهداء أُحُد و نظر إليهم و قال السلام عليكم يا شُهداء أُحُد أنتم السابقون و نحن اللاحقون و أنا إن شاء الله بكُم لاحِق .
ثم رجع النبّي إلى الصحابة و أخذ يبكي فقالوا له لِما بكاؤُكَ يا رسول الله ؟ فقال لهم اشتقتُ لإخواني ، فقالوا له ألسنا إخوانك ؟ ! فقال لهم أنتم أصحابي أمّا إخواني فهم قَومٌ يأتون من بعدي يُؤمنون بي و لم يروني اشتقت لهم فبكيت .
و بعدها خرج النبّي مع أبي مُويهبة لزيارة البقيع فزار مَوتاها ، ثم قال لأبي مَويهبة يا أبا مويهبة لقد خُيِّرتُ أن أمْلِك مفاتيح خزائن الدنيا و أخلُدَ فيها ثمّ أدخل الجنّة و بين أن ألقى ربّي فأدخل الجنّة ، فقال له أبو مُويهبة بأبي و أمي أنت يا رسول الله اختر أن تملك خزائن الدنيا، فقال له النبّي لقد اخترتُ لِقَاء ربّي فقد اشتقتُ للقائه .
و بعد ثلاثة عشرة يومًا من وفاته زاد مَرض النبّي و تعب كثيرًا وفي الإحدى عشرة يومًا الأخيرة صلِّى بالنّاس مُثقلاً ، و في أخر أربعة أيّام صلّى بهم جَالسًا و أبو بكر إمَامًا عليهم ، ثم قال للنّاس إنّ اللهيأبى أن يَقبضَ نبّيًا من أنبيائه إلاّ بعد أن يؤُمَ بهم رجلٌ من أمّته .
و في الثلاثة أيّام الأخيرة اشتدّ مرضُ النبّي فَقَلِقت النّاس عليه و توافدت للسؤال عنه ، فاعتلت أصواتهم و تهاطلت نِداءاتهم ، فسَمعهم النبّي فأراد الخُروج إليهم ليُطمئِنهم فما استطاع أن يقوم من موضعه ، فصبُّوا عليه سَبعُْ قِربٍ من الماء حتى قال لهم حسبكُم حسبكُم ، ثم حملوه إلى المسجد ووضعوه على المَنبر فلمّا رأته الناس سكتت ، فقال لهم النبّي أيّها النّاس لكأنّكم تخافون عليًّ ؟ ! فقالوا له نعم يا رسول الله ، فقال لهم أيّها النّاس إنّ مَوعِدكم معي ليس الدنيّا و إنما عند الحوض و والله لكأنّي أنظر إليه من مَقامي هذا ، ثمّ قال أيّها النّاس و الله ما أخشى عليكم الفقر و لكن أخشى عليكم الدنيا أن تتنافسوا عليها كما تنافس عليها من قَبلَكُم فتُهلِكَكُم كما أهلكت من قَبلكم ، ثم زاد فقال أيّها النّاس إنّ عبدا خيّره الله بين الدنيا و بين لقائه فاختار لِقاء الله ، فلم يفهم الصحابة قصْدَ النبّي من كَلامه إلاّ أبا بكر فقد أجهَشَ بالبُكاء حتى انتحب ثم وقف وقال للنبّي فديتُكَ يا رسول الله بأبي و أمّي وولدي و مالي و بكل ما أملك ، فنظر الصحابة إلى أبي بكر نَظرةَ المُعاتِب المُتعجّب كيف به يُقاطِعُ النبّيو يُوقِف خُطبتة ، فقال لهم النبّي دعوه فما مِنكم من أحد له فضلٌ عليَّ إلاّ كافئته به أمّا أبا بكر لم أستطع مُكافئته فتركتها لله .
ثم قال للناس من كُنت قد جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليقتص منه و من كُنت أخذت منه مالا فهذا مالي بين يديه و من شتمت له عِرضا فهذا عرضي فليقتص مني فإنّي أحب أن ألقى ربّي نقّيَا ، فقام رجلٌ و قال للنبّي عليك ثلاثة دراهم لي ، فطلب النبّي من العبّاسأن يُعطيها له و قال له جزاك الله خيرا .
ثم قام و قال أيّها النّاس الله الله في الصلاة و ظلّ يُرددها مِرارًا ، ثم قال أيّها النّاس الله الله في الأرحام ، و قال لهم أيضا الله الله في النِساء أُوصيكم بالنِساء خيرا و أوصيكم بالأنصار خيرا ، و بعدها قال أواكم الله نصركم الله حَفِظكم الله أيّدكم الله ثبّتكم الله أواكم الله رفعكم الله ، و قبل أن ينزل من المنبر قال أيّها النّاس أبلغوا منّي السلام كلّ من تبعني من أمتي إلى يوم القيامة .
و بعدها رجع النبّي إلى البيت و تقول عائشةعن وفاةالنبّيأنّه كان يقضي كل ليلة عندإحدى زوجاته ، وعندما اشتد عليه المرض أخذ يسأل كل مرّة هذه ليلة من؟ فكانت ليلتهالأخيرةعند السيّدةميمونةفأرادالرسولأن يرىعائشةفقال اجمعوازوجاتيفجُمعت له زوجاته ، ثم قال لهنَّ أتسمحن لي أن أُمرَّضَ عندعائشة ؟! فأُذن له ثمّ أراد أن يقوم فما استطاع ، فحملاهعلّي بن أبي طالب و الفضل بن العباس إلى بيتعائشةو كان مرضه شديد، فأخذتابنتهفاطمة الزهراءتبكي، فقال لهاالنبّي تعالي يا بُنيتي و قال لها شيئًا في أُذُنهافبكت، ثم قال لها ادني مني فأخبرها شيئًا آخر فضحكت والوحيدةالتي أخبرتها فاطمةهذا السِرّ بعد وفاة النبّيهي عائشة ، فقالت لهاعائشةلما قد بكيتِ فيالأولىو ضحكتِ فيالثانية ؟فقالت لها لأنّ أبيأخبرني أنّها ليلتهالأخيرةفبكيت وفيالثانيةأخبرنيأني أوّلأهل بيته لحاقًا به ، و كان هذا صحيح لأن السيّدةفاطمةالزهراء تُوفيتبعدسِتة أشهرمن وفاةالرسول الذي شهد يومَ وفاته حُزنًا شديدًا .
و كانالرسوليومها مُتعبًا و مريضًا جدًّا فأخذ يتصبَبُ عرقًا و هو يقول لا اله إلا الله إنّ للموت سَكرات ، فأخذتعائشةتُمسكبيدالرسولو تمسحعنه بها عرقه فسُئلت عن فعلها هذا ولِمَ لا تمسح هي بيدها ! فقالتعائشةلهم لأنّ يديالرسولأطيبمن يدي.
و قالت أيضًا أنّ الرسوليومها أراد أن يستاك ليلقى ربّه و فمّهطاهر، فأعطته السِواك فلم يستطع أن يستاك لأنّ السِواك خشنٌعلى لثته ، فأخذته منهعائشةووضعته في فمّها لتُلينه قليلاثم أعطته للرسول ليَِستاكَ ، فتقول أخر شيء دخل فم الرسول هوِ رِيقي ، و بعدها طلب الرسولمن الجميع أن يخرجوا فخرجوا إلاّعائشةبقيت معه ، و تقولعائشةأنّ النبّيمات و هو على صَدرِهافوضع رأسه بين سِحرها و نَحرها و هذا الشيءالوحيد الذيكانت تعتز به و لقد أحست بموته ، فقالت أنها سمعت الرسول يَرُد التحيةففهمت أنه يُكلمُجبريلفأتاهجبريلومَلَكُ الموتالذي سأله إن كان يُريد البقاء فيالدنيا أو الموت ، فقالالرسولبل الرفيقالأعلى بل الرفيق الأعلى.
فماتالنبّي فأحست بثِقلهعليها فَعلِمَت أنه قدمات ، فخرجت تجري إلى المسجدمن باببيتها الذي لم يكُن يخرج منه أحد إلا الرسول، فدُهش الناسلرؤيةعائشةو هي تبكي و تقول ماتالرسول فانفجر المسجدبالبُكاء ، فدخلأبو بكرو تأكد من موته.
فتعالت الأصوات في المسجد النبّوي فدخل عمر بن الخطاب على النبّي و قال من الذي قد قال أنّ النبّي قد مات فأقطع له عُنُقه ؟ ! ثم دخل أبو بكر الصدّيق فوجد النبّي ميِّتًا فقال وا نبّياه وا خليلاه وا حبيباه ثم نظر إلى وجه النبّي و قال ما أجملك و أنت حيّ و ما أجملك و أنت ميّت ، طِبتَ حيًّا و طِبتَ ميّتًا ، ثم قال لعمر أسكت يا عمر ، ثم خرج إلى الناس و قال لهم من كان يَعبد محمّدَا فإنّ محمدًا قد مات و من كان يعبد الله فإنّ الله حيّ لا يموت وتلا قوله ﴿و مَا مُحمَد إلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبلهِ الرُسُلْ أفإنِ مَاتَ أو قُتِلْ انقَلَبتُمْ على أعقَابِكُمْ و مَنْ يَنقَلِبْ على عَقِبَيهِ فلنْ يَضُرَّ الله شَيئَا و سيَجزِي الله الشَاكِرينَ ﴾ .
و يقول عمر بن الخطاب في ذلك لمّا سمعت هذه الآية على لِسان أبي بكرسَكنتُ و لكأنّّي أسمعها لأوّل مرّة ووقتها تأكدت أنّ النبّي قد مات ، فخرجت لأبحث عن مَكانٍ أبكي فيه وحدي ، فناداني أبو بكرو قال لي يا عمر رسالة النبّي ، فبايعت الناس أبا بكر ليكون خليفةَ المسلمين .
ثم دخل الصحابة على النبّي ليُغسِّلوه ، و يقول علّي بن أبي طالب في ذلك أمرني رسول الله أن يُغَسَّلَ في ثِيابه ، فدخل أهل بيته لتغسيله علّي و العبّاس و الفضل بن العبّاس و أسامة بن زيد ثم جاء أوس من الأنصار فقال لعلّي يا علّي أين نصيبي في رسول الله ؟ دعوني أغسله معكم ، فأخذ العبّاس و الفضل يُقَلّبان النبّي و أسامة يسكب الماء و علّي يغسله .
ثم دخلت عليه الناس أفواجًا أفواجَا للصلاة عليه ، فأوّل مجموعةٍ ضَمّت أبو بكر الصّديق و عمرفقال عمر أشهد أنّك قد بلغت الرسالة و أديّت الأمانة و نَصحت الأمّة و جاهدت في سبيل الله .
ثم تتالت بقيّة المجموعات تِبَاعًا ، ثم دخلت النِساء للصلاة عليه و من ثمَّ الأطفال .
و بعدها جاء الوقت الحاسم وقت الدفن و الوداع فكلّ الصحابة استعظموا هذا الموقف و لم يُحبّذوا فِكرة وضع التُراب عليه إلاّ أنهم تشجّعوا و تماسكوا و تذكروا قول النبّي لهم حَياتي خيرٌ لكم أَهْدِيكم إلى الخير و مَماتي خير لكم تُعرضُ عليَّ أعمالكم يوم الخميس فما كان فيها خيرٌ حمدتُ الله و ما كان فيها شرّ استغفرت لكم الله، فقالوا له أتعرفنا يا رسول الله بعد مماتك ؟ ! فقال لهُم أعرفكم بأسمائكم و أنسابكم ، فقالوا كيف تدعو الله لنا و الدُود قد أكل جِسمك ؟ فقال لهم إنّ الله قد حرّم الأرض على أجساد الأنبياء .
فمات خير خلق الله و مِثلَهُ مِثل باقي الناس ضَمّه قبر من قبور الأرض ، فوضع الصحابة النبّي في قبره و باشروا بوضع التُراب عليهم ، فجاء المُغيرة بن شُعبة و رمى بخاتمه في القبر و قال للصحابة رُويدكم لقد سَقط منّي خاتمي ، فقالوا له انزل و أَحْضِره ، فنزل المُغيرة إلى القبر و احتضن النبّي و أخذ يبكي ، ثم قال لقد أحببت أن أكون آخر من يُودّعك يا رسول الله ، فأخذ خاتمه و خرج .
فتمّ دفن النبّي ووقتها نادت فاطمة على أنَس و قالت له يا أنس أطابت لكُم أنفسكم أن تضعوا التُراب على رسول الله ؟! فسكت أنس و بكى ثم انصرف ، و يقول مالك بن أنس في ذلك دخل الرسول المدينة يوم الاثنين فأضاء منها كلّ شيء و خرج منها يوم الاثنين فأظلم فيها كلّ شيء.
فهكذا كانت وفاة أحَبّّ خلق الله إلى قُلوبنا فيومها عمّ الحُزن المدينة المُنّورّة فاخترق قُلوبهم و باتوا حُزانى لا يُكَلِّم أحدُ منهم الآخر و حتى الزوج مع زوجته الكلُّ يبكي لا غير .
و في اليوم المُوالي لوفاة النبّي خرج بِلال ليُؤذِنَ للصلاة فلم يستطع أن ينطق أشهد أن محمدا رسول اللهفأجهش بالبُكاء ، فقصد أبا بكر الصّديقو قال له يا خليفة رسول الله أعفني من التأذين و كان له ذلك .
فهكذا مات الرسول إلاّ أن سَلامه علينا لم و لن يَمُتْ فهو يَصِلُنا منه كلّما سلَّمنا عليه ،و قد قال في ذلك (( من صلى عليّ عند قبري سمِعته ،و من صلى عليّ َنائيا و كلّ بها ملك يبلغني و كفي أمر دنياه و آخرته و كنت له شهيدا أو شفيعا )).
و قال أيضًا (( من صلى عليّ يوم الجمعة مائتي صلاة غفِرَ له ذنبه مائتي عام )) .
و قال الحبيب الغالي أيضًا ((من قال حين يسمعُ النداء ، اللهم ربّ هذه الدعوة التامة و الصلاة القائمة آت محمد الوسيلة و الفضيلة و ابعثه مقاما محمودا الذي وعدته ،حلت له شفاعتي يوم القيامة )) .
و قد قالسيّد ولد آدمأيضًا (( لا تجعلوني كقدحِ الراكب يجعل ماءه في قدحه فان احتاج إليه شربه و إلاّ صبّه ، اجعلوني في أول كلامكم و أوسطه وآخره )) ,
فاللهم صلِّ و سلم على حبيبنا و قرة أعيننا محمدعدد خلقك و رضا نفسك و زينة عرشك و مِدادَ كلماتك
ثم تتالت بقيّة المجموعات تِبَاعًا ، ثم دخلت النِساء للصلاة عليه و من ثمَّ الأطفال .
و بعدها جاء الوقت الحاسم وقت الدفن و الوداع فكلّ الصحابة استعظموا هذا الموقف و لم يُحبّذوا فِكرة وضع التُراب عليه إلاّ أنهم تشجّعوا و تماسكوا و تذكروا قول النبّي لهم حَياتي خيرٌ لكم أَهْدِيكم إلى الخير و مَماتي خير لكم تُعرضُ عليَّ أعمالكم يوم الخميس فما كان فيها خيرٌ حمدتُ الله و ما كان فيها شرّ استغفرت لكم الله، فقالوا له أتعرفنا يا رسول الله بعد مماتك ؟ ! فقال لهُم أعرفكم بأسمائكم و أنسابكم ، فقالوا كيف تدعو الله لنا و الدُود قد أكل جِسمك ؟ فقال لهم إنّ الله قد حرّم الأرض على أجساد الأنبياء .
فمات خير خلق الله و مِثلَهُ مِثل باقي الناس ضَمّه قبر من قبور الأرض ، فوضع الصحابة النبّي في قبره و باشروا بوضع التُراب عليهم ، فجاء المُغيرة بن شُعبة و رمى بخاتمه في القبر و قال للصحابة رُويدكم لقد سَقط منّي خاتمي ، فقالوا له انزل و أَحْضِره ، فنزل المُغيرة إلى القبر و احتضن النبّي و أخذ يبكي ، ثم قال لقد أحببت أن أكون آخر من يُودّعك يا رسول الله ، فأخذ خاتمه و خرج .
فتمّ دفن النبّي ووقتها نادت فاطمة على أنَس و قالت له يا أنس أطابت لكُم أنفسكم أن تضعوا التُراب على رسول الله ؟! فسكت أنس و بكى ثم انصرف ، و يقول مالك بن أنس في ذلك دخل الرسول المدينة يوم الاثنين فأضاء منها كلّ شيء و خرج منها يوم الاثنين فأظلم فيها كلّ شيء.
فهكذا كانت وفاة أحَبّّ خلق الله إلى قُلوبنا فيومها عمّ الحُزن المدينة المُنّورّة فاخترق قُلوبهم و باتوا حُزانى لا يُكَلِّم أحدُ منهم الآخر و حتى الزوج مع زوجته الكلُّ يبكي لا غير .
و في اليوم المُوالي لوفاة النبّي خرج بِلال ليُؤذِنَ للصلاة فلم يستطع أن ينطق أشهد أن محمدا رسول اللهفأجهش بالبُكاء ، فقصد أبا بكر الصّديقو قال له يا خليفة رسول الله أعفني من التأذين و كان له ذلك .
فهكذا مات الرسول إلاّ أن سَلامه علينا لم و لن يَمُتْ فهو يَصِلُنا منه كلّما سلَّمنا عليه ،و قد قال في ذلك (( من صلى عليّ عند قبري سمِعته ،و من صلى عليّ َنائيا و كلّ بها ملك يبلغني و كفي أمر دنياه و آخرته و كنت له شهيدا أو شفيعا )).
و قال أيضًا (( من صلى عليّ يوم الجمعة مائتي صلاة غفِرَ له ذنبه مائتي عام )) .
و قال الحبيب الغالي أيضًا ((من قال حين يسمعُ النداء ، اللهم ربّ هذه الدعوة التامة و الصلاة القائمة آت محمد الوسيلة و الفضيلة و ابعثه مقاما محمودا الذي وعدته ،حلت له شفاعتي يوم القيامة )) .
و قد قالسيّد ولد آدمأيضًا (( لا تجعلوني كقدحِ الراكب يجعل ماءه في قدحه فان احتاج إليه شربه و إلاّ صبّه ، اجعلوني في أول كلامكم و أوسطه وآخره )) ,
فاللهم صلِّ و سلم على حبيبنا و قرة أعيننا محمدعدد خلقك و رضا نفسك و زينة عرشك و مِدادَ كلماتك
المشتاقة للرحمن- عضو
-
عدد الرسائل : 30
العمر : 44
نقاط : 32
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/10/2012
رد: لا تتردد في الدخول للتعرف على نبيك و شفيعك يوم القيامة محمد عليه الصلاة و السلام
شفـــاعة النبّي
أحبّ الخلق إلى الله خاتم الأنبياء و المُرسلين و هادي الناس إلى النُور المُبين محمدالذي أحبّ أّمّته فاستسمحَ في نفسه و في ابنته فاطمة الزهراءليُسرِّعَ الحسابَ يوم القيامة ، فهو الوحيد الذي لم يتخلى عن أمّته بعدما فََرّطت كلّ الأنبياء في أمَّمِها بسبب عَجزهم لأنّهم فَعلُوا أشياءًا جعلتهم يستحون من الله لطلب الشفاعة منه ، فأمّا سيّدنا آدم قال لأمّته نفسي ، نفسي إنّ الله اليوم غاضبٌ غضبةً لم يغضب مِثلها قطّو أنا أكلت منشجرة الزقومفاذهبوا إلى إبراهيمالذي يقول هو أيضًانفسي ، نفسي إنّ الله اليوم غاضبٌ غضبةًَ لم يغضب مثلها قطو أنا كذبت على الله ثلاثُ كذباتفاذهبوا إلى موسى ، أمّا سيّدنا موسى فإنّهيقولأيضًا نفسي ، نفسي إنّ الله اليوم غاضبٌ غضبة لم يغضب مثلها قطّ و أناقتلت النفسفاذهبوا إلى عيسى، وبدوره سيّدنا عيسىيقول لهم نفس الكلام و يطلب منهم الذهاب إلى محمد، أمّا سيّدنا محمديقولأنا لها ، أنا لها ، اللهـم إني لا أسألك نفسي أو ابنتي فاطمة الزهراء اللّهم أمـتي أمّـتــي ، فيسجد للـهتحت العرش و يُثني عليه و يحمده و يطلب منه تعجيل الحساب ، فيجيبه الـــلـه و يأمر بالحساب .
فقد كان النبّي حريصًا على أمّته أكثر من حِرصِه على نفسه لأنّه يُحبّها ، فهو الشافع و المُشَفّع يوم القيامة لأبناء أّمّته ، و يقول الرسول أنّه عندما صَعِد مع جبريل إلى السماء في رحلة الإسراء و المعراجرأى سَوادًا عظيمَا لكثافة شعر الرأس فسأله إن كانت أُمّته ؟ فقال له جبريللا يا محمد إنّها أُمّة موسى ، ثم رأى سَوادًا أعظمَ من الأَوّلْ فقال أهذه أُمّتي؟ فقال له جبريل نعم إنّها أمّتك التي تشفع لها يوم القيامة وسبعونَ ألفًا من أمّتك يدخلون الجنّة بدون ِحساب .
و يومها يقول الرسولللــه يا رب أُمّتي ، أمّـتـي فيقول الله يا محمد أزيدكَ في كلّألف من أّمتك سبعين ألفمن الألف يدخلون الجنة بغير ِحساب .
و عن الصحابة أنّ الرسول كان قد حَدثهم عن يوم القيامة ذلك اليوم الذي يأمر اللــــه فيه سيّدنا أدم بإخراج ألف من ذُريتهللحساب ومن هذه الألف تسع مائة و تسعٌ و تسعونيدخلونالنارو واحد فقطمنهم يدخلالجنة، إلاّ أنّ تسع مائة و تسع و تسعون هم من الأمم السابقة أمّا الواحد فهو من أمُّة محمد، و قد تدخل نصف أمته الجنة .
و يوم تُعرض أُمّة سيّدنا محمد على جهنم فإنّ الرسول يقول للـه يا ربّ هذا من أمّتي فيحاول الرسولأن َيشدهم من خناصرهم حتى لا يسقطوا في جهنم و يتمكن من َشدهم إلى الجنّة .
و يومها تبدأ شفاعة الرسول فيذهب إلى الله طَالبًا منه الشفاعة فيقول يا رب أمّتي أمّــــتيفيسقي أمّته الداخلة الجنّة شربةً ماءٍ من يديه لا يضمؤوا بعدها ، ثم يشفع الرسول لمن ذُنوبهم خفيفة و لكنه يُريد أن تدخل بقيّة أُمته الجنّة ، فيذهب إلى اللهو يقول له يا رب أمتي ، أمتي فيقول الله يا محمد من قال لا إله إلاّ الله و هو موقنٌ بها ِمثقال حبة من خردل أخرجه من النار و أدخله الجنةفيحدُّ له حدًا فيخرجهم من النار و يُدخلهم الجنة ، فيذهب الرسول ثم يعود إلى الله مرّة ثانية و يقول يا رب أمتي أمتي ، فيقول الـلهيا محمد من قال لا إله إلاّ الله و هو موقن بها مثقال شعيرة أخرجه من النار و أدخله الجنة ،فيحدُّ له حدّا فيخرجهم من النار و يُدخلهم الجنة ، فيذهب الرسول ثم يعود مرّة ثالثةو يقول يا رب أمتي أمتي، فيقول اللهيا محمد من قال لا إله إلاّ الله و هو موقن بها ِمثقال ذرة من خير أخرجه من النار و أدخله الجنةفيحد له حدّا يُخرجهم من النار و يُدخلهم الجنّة ، ثم يُريد الرسول أن يرجع إلى الله مرّةرابعة لكنّه يستحي ، فيقول الله لقد شفِعت كل الأنبياء لأممها و كذا الملائكة فكيف لا أغفر لعبادي و أنا خالقهم ، فيُخرج طائفةً من النار فيضعهم في نهر اسمه نهر الحياةو يكتب على جِباههم عُتقاء الله و يُدخلهم الجنة ، فيرَوهم أهل الجنة فيقولون لهم هؤلاء هم الجهنّميون ، فيقول لهم الله بل هؤلاء هم عتقائي و من عفا عنهم القهار .
فهذا هو النبّي الذي يشفع لأمّته لكي تَدخل الجنة فكيف لا نُحبه و هو أحبّنا و قال عند حُجة الوداعللصحابةإني أشتاق لأخوتي و هم أُمتي التي تأتي من بعدي فيؤمنون بي بدون أن يروني فأقرؤوهم مني السلام فنتمنى أن نكون خير أمّةٍ للنبّي حتى نستطيع أن نلقاه في الجنّة بإذن الله
أحبّ الخلق إلى الله خاتم الأنبياء و المُرسلين و هادي الناس إلى النُور المُبين محمدالذي أحبّ أّمّته فاستسمحَ في نفسه و في ابنته فاطمة الزهراءليُسرِّعَ الحسابَ يوم القيامة ، فهو الوحيد الذي لم يتخلى عن أمّته بعدما فََرّطت كلّ الأنبياء في أمَّمِها بسبب عَجزهم لأنّهم فَعلُوا أشياءًا جعلتهم يستحون من الله لطلب الشفاعة منه ، فأمّا سيّدنا آدم قال لأمّته نفسي ، نفسي إنّ الله اليوم غاضبٌ غضبةً لم يغضب مِثلها قطّو أنا أكلت منشجرة الزقومفاذهبوا إلى إبراهيمالذي يقول هو أيضًانفسي ، نفسي إنّ الله اليوم غاضبٌ غضبةًَ لم يغضب مثلها قطو أنا كذبت على الله ثلاثُ كذباتفاذهبوا إلى موسى ، أمّا سيّدنا موسى فإنّهيقولأيضًا نفسي ، نفسي إنّ الله اليوم غاضبٌ غضبة لم يغضب مثلها قطّ و أناقتلت النفسفاذهبوا إلى عيسى، وبدوره سيّدنا عيسىيقول لهم نفس الكلام و يطلب منهم الذهاب إلى محمد، أمّا سيّدنا محمديقولأنا لها ، أنا لها ، اللهـم إني لا أسألك نفسي أو ابنتي فاطمة الزهراء اللّهم أمـتي أمّـتــي ، فيسجد للـهتحت العرش و يُثني عليه و يحمده و يطلب منه تعجيل الحساب ، فيجيبه الـــلـه و يأمر بالحساب .
فقد كان النبّي حريصًا على أمّته أكثر من حِرصِه على نفسه لأنّه يُحبّها ، فهو الشافع و المُشَفّع يوم القيامة لأبناء أّمّته ، و يقول الرسول أنّه عندما صَعِد مع جبريل إلى السماء في رحلة الإسراء و المعراجرأى سَوادًا عظيمَا لكثافة شعر الرأس فسأله إن كانت أُمّته ؟ فقال له جبريللا يا محمد إنّها أُمّة موسى ، ثم رأى سَوادًا أعظمَ من الأَوّلْ فقال أهذه أُمّتي؟ فقال له جبريل نعم إنّها أمّتك التي تشفع لها يوم القيامة وسبعونَ ألفًا من أمّتك يدخلون الجنّة بدون ِحساب .
و يومها يقول الرسولللــه يا رب أُمّتي ، أمّـتـي فيقول الله يا محمد أزيدكَ في كلّألف من أّمتك سبعين ألفمن الألف يدخلون الجنة بغير ِحساب .
و عن الصحابة أنّ الرسول كان قد حَدثهم عن يوم القيامة ذلك اليوم الذي يأمر اللــــه فيه سيّدنا أدم بإخراج ألف من ذُريتهللحساب ومن هذه الألف تسع مائة و تسعٌ و تسعونيدخلونالنارو واحد فقطمنهم يدخلالجنة، إلاّ أنّ تسع مائة و تسع و تسعون هم من الأمم السابقة أمّا الواحد فهو من أمُّة محمد، و قد تدخل نصف أمته الجنة .
و يوم تُعرض أُمّة سيّدنا محمد على جهنم فإنّ الرسول يقول للـه يا ربّ هذا من أمّتي فيحاول الرسولأن َيشدهم من خناصرهم حتى لا يسقطوا في جهنم و يتمكن من َشدهم إلى الجنّة .
و يومها تبدأ شفاعة الرسول فيذهب إلى الله طَالبًا منه الشفاعة فيقول يا رب أمّتي أمّــــتيفيسقي أمّته الداخلة الجنّة شربةً ماءٍ من يديه لا يضمؤوا بعدها ، ثم يشفع الرسول لمن ذُنوبهم خفيفة و لكنه يُريد أن تدخل بقيّة أُمته الجنّة ، فيذهب إلى اللهو يقول له يا رب أمتي ، أمتي فيقول الله يا محمد من قال لا إله إلاّ الله و هو موقنٌ بها ِمثقال حبة من خردل أخرجه من النار و أدخله الجنةفيحدُّ له حدًا فيخرجهم من النار و يُدخلهم الجنة ، فيذهب الرسول ثم يعود إلى الله مرّة ثانية و يقول يا رب أمتي أمتي ، فيقول الـلهيا محمد من قال لا إله إلاّ الله و هو موقن بها مثقال شعيرة أخرجه من النار و أدخله الجنة ،فيحدُّ له حدّا فيخرجهم من النار و يُدخلهم الجنة ، فيذهب الرسول ثم يعود مرّة ثالثةو يقول يا رب أمتي أمتي، فيقول اللهيا محمد من قال لا إله إلاّ الله و هو موقن بها ِمثقال ذرة من خير أخرجه من النار و أدخله الجنةفيحد له حدّا يُخرجهم من النار و يُدخلهم الجنّة ، ثم يُريد الرسول أن يرجع إلى الله مرّةرابعة لكنّه يستحي ، فيقول الله لقد شفِعت كل الأنبياء لأممها و كذا الملائكة فكيف لا أغفر لعبادي و أنا خالقهم ، فيُخرج طائفةً من النار فيضعهم في نهر اسمه نهر الحياةو يكتب على جِباههم عُتقاء الله و يُدخلهم الجنة ، فيرَوهم أهل الجنة فيقولون لهم هؤلاء هم الجهنّميون ، فيقول لهم الله بل هؤلاء هم عتقائي و من عفا عنهم القهار .
فهذا هو النبّي الذي يشفع لأمّته لكي تَدخل الجنة فكيف لا نُحبه و هو أحبّنا و قال عند حُجة الوداعللصحابةإني أشتاق لأخوتي و هم أُمتي التي تأتي من بعدي فيؤمنون بي بدون أن يروني فأقرؤوهم مني السلام فنتمنى أن نكون خير أمّةٍ للنبّي حتى نستطيع أن نلقاه في الجنّة بإذن الله
المشتاقة للرحمن- عضو
-
عدد الرسائل : 30
العمر : 44
نقاط : 32
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/10/2012
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
صفحة 2 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى