من طرف جنة 2008-09-07, 14:49
|
مصريون يبحثون عن أقارب لهم تحت الأنقاض في القاهرة أمس الجريدة | صخرة من المقطم تمسح منازل وتقتل العشرات في القاهرة المئات تحت الأنقاض وجهود الإنقاذ بطيئة وغضب شعبي عارم القاهرة - الجريدة [url=mailto://][/url]
كارثة مروعة حلَّت أمس في شرق القاهرة، إثر انهيار كتل صخرية على المنازل في المنطقة المتاخمة لجبل المقطم، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات. شهدت مصر أمس كارثة مروعة على إثر انهيار كتل صخرية في المنطقة المتاخمة لجبل المقطم-الدويقة، التي تعد أحد أفقر أحياء القاهرة. وأسفرت الحصيلة الأولية لحادث الانهيار الصخري عن مصرع وإصابة عشرات المواطنين، في حين لاتزال أعمال رفع الأنقاض والجثث تتوالى، وقد تم استدعاء أوناش للمساعدة في رفع الكتل الصخرية الكبيرة التي سقطت على البيوت، ومازال رجال الإنقاذ يقومون بعملهم لإنقاذ الضحايا من تحت الأنقاض، كما قاموا بإخلاء العديد من المنازل المجاورة خشية سقوط مزيد من الكتل الصخرية. وأشارت التقديرات المبدئية إلى انهيار 35 منزلاً في الحادث على الأقل. وقال شهود عيان من أهالي المنطقة إنهم فوجئوا بانهيارات صخرية أعلى المنازل القابعة في حضن الجبل، وهو ما أدى إلى انهيار المنازل فوق رؤوس أصحابها الذين لم يتمكنوا من الفرار إلى الشوارع. وتشير بعض التقديرات إلى أن أعداد المحجوزين تحت الصخور قد تصل إلى 500 شخص. وشهدت المنطقة عقب الانهيار غضباً شعبياً عارماً، واتهم أهالي المنطقة الحكومة المصرية بأنها أهملتهم سياسياً وإدارياً على مدى عقود، فضلاً عن ظلم الطبيعة لهم بسبب وجودهم في حضن المقطم. وقال أحمد عبدالله احد الأهالي إن «المنطقة تعاني انهيارات صخرية بين حين وآخر، وعندما تقدمنا بشكاوى للمسؤولين قالوا لنا «اللي خايف على روحه يروح يسكن في مكان آخر»». وأضاف شرف علي الدين، يسكن على أطراف جبل الدويقة، قائلا: «لقد عجزنا عن توفير مساكن أخرى في أماكن آمنة لأبنائنا، وكل فترة تنهار الصخور علينا لتأكل أحد أبنائنا، ونشعر بخوف شديد لكن (هانروح فين)». وقال أحد الأهالي: «لقد استيقظنا على ارتطام الصخور في هزات عنيفة لمنازلنا ففررنا إلى الشارع لنشاهد الكارثة، فقد ضاع جيراننا ولا نعلم ان كانوا أحياء أسفل الأنقاض أم راحوا مثلما راح السابقون من شهداء صخور الدويقة والمنشية». وقال مصدر مسؤول في محافظة القاهرة إن أعمال الإنقاذ مستمرة لإنقاذ الأهالي، وسوف يتبعها أعمال تأمين عاجلة وتسكين الأهالي، الناجين، الذين انهارت منازلهم بأقصى سرعة. وأفاد النائب البرلماني حيدر بغدادي بأنه قدم شكوى إلى محافظ القاهرة يحذر من خطورة انهيار صخور الدويقة منذ شهور، ولم تلق تحذيراته أدنى اهتمام محملاً الحكومة مسؤولية هذه الكارثة. المنطقة المظلومة والدويقة واحدة من أكثر المناطق العشوائية المحيطة بالقاهرة اكتظاظا بالسكان، وقد شيدت منازلها بأعلى الامتداد الشمالي الشرقي لجبل المقطم. ومن المعروف ان جبل المقطم قد تعرض عبر مراحل تاريخية مختلفة لإعادة تشكيل كتلته، فبعد أن كان معتزلا للمتصوفة والزهاد في بداية العصر الإسلامي، تم تشييد قلعة الجبل أو قلعة صلاح الدين الأيوبي على نشز من هذا الجبل في القرن 13م. ومن وقتها لم تنقطع أنشطة التحجير في أجزاء متفرقة من الجبل لتزويد عمران القاهرة بمواد بناء رخيصة ومن مصدر قريب. وقد أدى عدم اتباع خطط واضحة فى قطع الأحجار إلى إصابة أطراف الكتل الصخرية المتفرقة على جانبي طريق صلاح سالم بالوهن الشديد، وثمة دراسات منذ زلزال أكتوبر 1992 تتحدث عن خطورة الأوضاع في مناطق مثل الهضبة الوسطى ومنطقة الاباجية، وأيضا منطقة منشية ناصر والدويقة. ورغم ذلك فقد شيدت بعض منازل إغاثة المنكوبين من زلزال 1992 في أجزاء من هضاب جبل المقطم المهددة بالانهيار، ولا سيما عند وقوع أي زلزال من الدرجة المتوسطة. وتجدر الإشارة إلى أن السيدة سوزان مبارك كانت قد تبنّت مشروعاً سكنياً ضخماً لإيواء سكان منطقة الدويقة المهددة بحدوث انهيارات صخرية مفاجئة، ولكن المسؤولين المحليين لم يقوموا بتسليم وحدات هذه المساكن التي تم الانتهاء من بنائها بالفعل واكتفوا بتسليم الوحدات لمن تهدمت منازلهم بالفعل. جدير بالذكر أن وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية السابق الدكتور إبراهيم سليمان كان نائبا للدائرة، التي تقع فيها منطقة الدويقة في الدورتين البرلمانيتين السابقتين، وقد شهدت البلاد في عهده نموا مطردا في عمران المدن الجديدة والمناطق الصحراوية، في حين لم يكن لأبناء دائرته أي نصيب من هذه النهضة العمرانية. جدير بالذكر أن منطقة منشية ناصر هي أحد الأحياء شديدة العشوائية وسكانها يعدون الأكثر فقرا في القاهرة، وهي منطقة قديمة منحوتة منازلها في الجبل وكانت ملجأ لكثير من الوافدين المعدمين من خارج القاهرة، ويمارس معظم سكانها أعمال جمع المخلفات لإعادة تدويرها.
|
|
|