حكاية دمعة
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حكاية دمعة
توترت أعصابه ( كعادته عندما يشاهد نشرة الأخبار )... فمن ذل إلى ذل ... ومن تنازل إلى آخر ... و الشاشة اعتادت رؤية الجثث المتناثرة هنا وهناك أراد الراحة و لكن عينيه لم تهباه النوم... قام إلى سجادته الحبيبة .. خرج إلى الحديقة ... قطف من عنقود العنب المتدلي حبة شهية ملأت فمه حلاوة فحمد الله و توضأ بالماء البارد ، بدأ يحس بشيء من الراحة و الهدوء ولمست السكينة جدران قلبه ... مد سجادته باتجاه القبلة ، نظر إلى بعيد و كأن سجادته ستصل إلى الكعبة و صدح بتكبيرة الإحرام ...
أخذ يرتل و يرتل ، يسبح في أجواء القرآن و يستظل ظلاله الوارفة.. يتذوق حلاوة الإيمان دخلت السكينة و استقرت في قلبه و روحه ... تناثرت حوله في الفضاء معاني الوجود لتنغرس بين أضلاعه معنىً معنى ابتهل بين يدي ربه يسأله التوبة والغفران و فجأة تناثرت أمامه صور الأطفال الممزقين.. ارتجفت يداه وتقطعت نبرات صوته و بكل حرقة وصدق أخذ يدعو : اللهم انصر إخواننا في فلسطين ... اللهم ارحم إخواننا في العراق ...
احمرت عيناه فقد تذكرتا معاناة الأطفال . سالت منهما دمعة ... كبرت الدمعة شيئاً فشيئاً و ثقلت ولكنها لم تسقط على الأرض و إنما طارت في الهواء ... و فجأة ! تحولت إلى مخلوق عجيب ... نظر إليه بذهول شديد ، كان طفلاً من الذين رآهم في نشرة الأخبار ، و قد نبت له جناحان أبيضان .. أخذ يرفرف بهما و يطير أمام ناظريه في الفضاء الرحب ، ثم اقترب منه و رمقه بابتسامة ساحرة ، وجهه ... كان شديد البياض ، و خصلٌ من الشعر الأشقر تتدلى على جبينه الوضاء ... اقترب منه أكثر فأكثر ... ضمه إلى صدره ، طبع الولد على جبينه قبلة نفخت في جسده الحياة و قال له يصوت وادع رقيق : شكرا ً لأنك تذكرتني ...لمح جرحاً تحت جناحه ينزف دماً فخاف عليه ، أخرج منديلاً يريد تجفيف ذلك الدم الطاهر
فقال الطفل : دعه ينزف .. فإنما هو دم الشهيد و أنا به فخور ... ثم طار من جديد صرخ بكل ما أوتي من قوة : لا تذهب ... ابق بقربي سأعتني بك !!
- أجابه الطفل : رفاقي ينتظرونني .
- أين ؟!
- هناك ... و أشار إلى مكان بعيد .
نظر الرجل إلى الأفق البعيد ، كان هناك أطفال مجنحون يرقصون و يغنون .. انضم إليهم طفلنا الصغير و غاب الجميع عن الأبصار
أحس الرحل بهمٍّ كبير جثم على صدره ... بدأت تدغدغ ذاكرته صور النساء اللواتي كن يبكين أطفالهن ... أثارت هذه الذكريات شجونه من جديد فرفع يديه مبتهلاً : اللهم صبر ثكالى المسلمين ، اللهم تولّ أرامل المسلمين ، اللهم ارحم شهيدات المسلمين .
و ترقرقت من عينيه دمعة أخرى ، سقطت على السجادة محدثة فيها بقعة ... نظر إليها ... و إذا بطيف يخرج منها ، ابتعد إلى الخلف خائفا ً... كان شععاً من نور أزاغ بصره ... ثم خفت النور و بدأت تتضح ملامح الطيف ... يا الله ! ما هذا ؟! حسناء تتجلى في ضحكتها معاني الطهر والجمال كانت تستر وجهها بشال زهري يزيدها ألقاً و روعة ، تقدمت نحوه بخطوات قليلة ... ترفع قدماً بيضاء و تحط أخرى و كأنها تمشي على روحه فتسحقها شيئاً فشيئاً ... و النور يخرج من كل جزء منها ... ها هي تنظر إليه بعينيها الساحرتين ... لم يعد يتمالك نفسه ، انهارت كل أعصابه ... فتح ذراعيه يريد معانقتها ... ارتسمت على وجنتيها دائرتان حمراوان خجولتان ... لم تتكلم إلا بكلمتين واختفت .. لم يلمسها حتى .. قالت : موعدنا في الجنة ، و لم يعد لها أثر .
تصارعت الأخيلة والذكريات في ذهنه حتى كاد رأسه ينفجر ، ومن غير وعي أو تدقيق أخذ يدعو بأدعية مختلفة ،كلماته لم تكن متعانقة وجمله لم تكن مترابطة .......
و فجأة ! خرجت دمعة متمردة ... لم تكن وديعة كالطفل ، لطيفة كالحسناء ، بل كانت رجلاً صنديداً أمسك بتلابيبه و ضغط على صدره بقوة ! ، خاف كثيراً ، لماذا ؟! ماذا فعلت ؟! جاء الجواب حاداً كالسيف واضحاً كوضوح الشمس : أيام وشهور و أنت تبكي و تبتهل ، يا ليت أيامك كانت دعوة و جهاداً إذاً لكانت دموعك أكثر بياضاً و دعاؤك أكثر صدقاً ... ماذا قدمت لدينك و وطنك ؟! دموعاً فارغة ! أليس كذلك ؟! فلتكن كل كلمة دعوةً لله و لتكن كل دمعة ثورة !
أخذ يرتل و يرتل ، يسبح في أجواء القرآن و يستظل ظلاله الوارفة.. يتذوق حلاوة الإيمان دخلت السكينة و استقرت في قلبه و روحه ... تناثرت حوله في الفضاء معاني الوجود لتنغرس بين أضلاعه معنىً معنى ابتهل بين يدي ربه يسأله التوبة والغفران و فجأة تناثرت أمامه صور الأطفال الممزقين.. ارتجفت يداه وتقطعت نبرات صوته و بكل حرقة وصدق أخذ يدعو : اللهم انصر إخواننا في فلسطين ... اللهم ارحم إخواننا في العراق ...
احمرت عيناه فقد تذكرتا معاناة الأطفال . سالت منهما دمعة ... كبرت الدمعة شيئاً فشيئاً و ثقلت ولكنها لم تسقط على الأرض و إنما طارت في الهواء ... و فجأة ! تحولت إلى مخلوق عجيب ... نظر إليه بذهول شديد ، كان طفلاً من الذين رآهم في نشرة الأخبار ، و قد نبت له جناحان أبيضان .. أخذ يرفرف بهما و يطير أمام ناظريه في الفضاء الرحب ، ثم اقترب منه و رمقه بابتسامة ساحرة ، وجهه ... كان شديد البياض ، و خصلٌ من الشعر الأشقر تتدلى على جبينه الوضاء ... اقترب منه أكثر فأكثر ... ضمه إلى صدره ، طبع الولد على جبينه قبلة نفخت في جسده الحياة و قال له يصوت وادع رقيق : شكرا ً لأنك تذكرتني ...لمح جرحاً تحت جناحه ينزف دماً فخاف عليه ، أخرج منديلاً يريد تجفيف ذلك الدم الطاهر
فقال الطفل : دعه ينزف .. فإنما هو دم الشهيد و أنا به فخور ... ثم طار من جديد صرخ بكل ما أوتي من قوة : لا تذهب ... ابق بقربي سأعتني بك !!
- أجابه الطفل : رفاقي ينتظرونني .
- أين ؟!
- هناك ... و أشار إلى مكان بعيد .
نظر الرجل إلى الأفق البعيد ، كان هناك أطفال مجنحون يرقصون و يغنون .. انضم إليهم طفلنا الصغير و غاب الجميع عن الأبصار
أحس الرحل بهمٍّ كبير جثم على صدره ... بدأت تدغدغ ذاكرته صور النساء اللواتي كن يبكين أطفالهن ... أثارت هذه الذكريات شجونه من جديد فرفع يديه مبتهلاً : اللهم صبر ثكالى المسلمين ، اللهم تولّ أرامل المسلمين ، اللهم ارحم شهيدات المسلمين .
و ترقرقت من عينيه دمعة أخرى ، سقطت على السجادة محدثة فيها بقعة ... نظر إليها ... و إذا بطيف يخرج منها ، ابتعد إلى الخلف خائفا ً... كان شععاً من نور أزاغ بصره ... ثم خفت النور و بدأت تتضح ملامح الطيف ... يا الله ! ما هذا ؟! حسناء تتجلى في ضحكتها معاني الطهر والجمال كانت تستر وجهها بشال زهري يزيدها ألقاً و روعة ، تقدمت نحوه بخطوات قليلة ... ترفع قدماً بيضاء و تحط أخرى و كأنها تمشي على روحه فتسحقها شيئاً فشيئاً ... و النور يخرج من كل جزء منها ... ها هي تنظر إليه بعينيها الساحرتين ... لم يعد يتمالك نفسه ، انهارت كل أعصابه ... فتح ذراعيه يريد معانقتها ... ارتسمت على وجنتيها دائرتان حمراوان خجولتان ... لم تتكلم إلا بكلمتين واختفت .. لم يلمسها حتى .. قالت : موعدنا في الجنة ، و لم يعد لها أثر .
تصارعت الأخيلة والذكريات في ذهنه حتى كاد رأسه ينفجر ، ومن غير وعي أو تدقيق أخذ يدعو بأدعية مختلفة ،كلماته لم تكن متعانقة وجمله لم تكن مترابطة .......
و فجأة ! خرجت دمعة متمردة ... لم تكن وديعة كالطفل ، لطيفة كالحسناء ، بل كانت رجلاً صنديداً أمسك بتلابيبه و ضغط على صدره بقوة ! ، خاف كثيراً ، لماذا ؟! ماذا فعلت ؟! جاء الجواب حاداً كالسيف واضحاً كوضوح الشمس : أيام وشهور و أنت تبكي و تبتهل ، يا ليت أيامك كانت دعوة و جهاداً إذاً لكانت دموعك أكثر بياضاً و دعاؤك أكثر صدقاً ... ماذا قدمت لدينك و وطنك ؟! دموعاً فارغة ! أليس كذلك ؟! فلتكن كل كلمة دعوةً لله و لتكن كل دمعة ثورة !
رد: حكاية دمعة
والله مش عارف اقول ايه علي الكلمات الجميله دي والوضوع الجميل
نايس ومن
مشكوووووووووووووووووره
نايس ومن
مشكوووووووووووووووووره
M.STR.HUMMER- المدير
-
عدد الرسائل : 228
العمر : 39
نقاط : 16
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 23/08/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى